صورة تفطر القلوب.. ليبي يعالج طفله في الشارع بسبب انقطاع الكهرباء

0
437

تسيطر حالة من الغضب على الليبيين بسبب انهيار البنى التحتية بشكل عام في ظل حكومة عاجزة عن توفير أبسط سبل العيش الكريم، وانهيار قطاع الكهرباء على وجه التحديد في بلد من أغنى بلاد العالم بالنفط.

الحال يسوء يوماً تلو الآخر، درجة أن المواطنين صاروا يفترشون الشوارع بحثاً عن مصدر كهرباء ينقذون به أنفسهم من الموت، ناهيك عن درجات الحرارة المرتفعة والتي جعلتهم يهجرون بيوتهم فصاروا بين حر بيوتهم وحر الشمس مباشرة يستغيثون.

مشهد حزين، تفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر والد طفل يحمله ويجلس به في الشارع بجوار محول كهرباء لإنقاذه من الموت.

المواطن الليبي من منطقة الصابري بمدينة بنغازي، رصدته الصورة وهو يجلس على عتبة منزله بجوار مولد كهرباء صغير مملوك لأحد جيرانه، لتشغيل جهاز التنفس الصناعي لابنه، الذي يحاول إنقاذه من الاختناق، بسبب طرح أحمال الكهرباء.

الوضع في ليبيا سواء، طرح أحمال الكهرباء ينهك الجميع، رغم المليارات المخصصة لتطوير القطاع والنهوض، لكنها جميعاً مهدرة، فأين هذه الأموال.

قبل أسبوع كشف رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، حاجة ليبيا إلى محطتين أو ثلاث محطات طاقة جديدة لتغطية الاحتياجات في مجال الكهرباء.

وأشار دبيبة، في مقابلة مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أمس الثلاثاء، إلى إنفاق نحو مليار دينار لصيانة منشآت الكهرباء، وهي التي لم تستفد من أي صيانة منذ ما يقرب 10 سنوات، في حين أن المحطات الكهربائية الحالية عمرها 30 أو 40 سنة.

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية إن انقطاع التيار الكهربائي سيتراجع مع بداية يوليو المقبل، عندما يبدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة للطاقة مطلع الشهر المقبل، في مصراتة وطبرق وجنزور.

لكنه أوضح أن انقطاع التيار الكهربائي لن يختفي، مؤكدًا حاجة الدولة إلى محطتين أو ثلاث محطات طاقة جديدة لتغطية الاحتياجات الوطنية من الطاقة، بينما ستعمل شركة سيمنز الألمانية على بناء اثنتين منها على الأقل.

الجميع يعاني، ففي تصريحات سابقة لشركة الكهرباء، كشفت عن أن المنطقة الشرقية التي كانت تعاني من استقرار نسبي، أكدت فيه فقدان أكثر من 50% من قدرات التوليد بمحطات الإنتاج في المنطقة الشرقية.

وكشفت التصريحات عن أن ذلك جراء تأثرها بنقص إمدادات الوقود الناتجة عن إقفال عدد من الحقول النفطية وتوقفها عن الإنتاج، مشيرة إلى أنها تسعى لربط مدينة طبرق على الشبكة المصرية للتخفيف من حدة ساعات طرح الأحمال التي قد تفوق الـ8 ساعات يوميا.

وأوائل يونيو، قدر مسؤول بالشركة قدرات التوليد المتاحة حاليا بالمنطقة الشرقية بنحو 810 ميجاوات من أصل 1870 ميجاوات بالمنطقة الشرقية كانت متاحة قبل أن تضطر الشركة إلى تخفيض الإنتاج بسبب نقص إمدادات الوقود لمحطات التوليد، داعيا المواطنين إلى الاستعداد لأحمال أقل من 50% في المنطقة الشرقية لو توقف ضخ الغاز بالكامل لمحطات التوليد هناك.

وتغض حكومة الوحدة عينها عن المشاكل الرئيسية لقطاع الكهرباء، وتريد حصرها بين توقف الإمدادات والتمويل، متناسية المحطات وسرقة خطوط الكهرباء وتآكلها.

وفي يناير الماضي، أعلنت حكومة الوحدة عن نفقاتها خلال العام 2021 والتي بلغت 75 مليار دينار ليبي من إجمالي 85 مليار تم تخصيصهم لميزانيتها، من بينها أكثر من 20 مليار في الباب الثالث من الميزانية الخاص بالتنمية، من ضمنهم 2.7 مليار لدعم مشاريع الكهرباء.

وبداية شهر يونيو الجاري، اعترف رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد دبيبة، بأن بداية موسم الصيف الجاري شهدت تفاقماً في أزمة الكهرباء، زاعماً وجود ثلاثة محاور لحل هذه الأزمة، الاول يتمثل في قصور الشركة العامة للكهرباء في إنتاج الكمية المطلوبة لتضاهي الاستهلاك المرتفع، فيما يتمثل المحور الثاثي في معاناة الشركة من أزمة إدارية وحاجتها إلى إعادة تقييم وهيكلة، ويمثل إنشاء محطات جديدة ثالث هذه المحاور.