بعد فتح النفط الليبي.. هل تسحب مبادرة باشاغا للحوار البساط من دبيبة؟

0
439
عبد الحميد دبيبة وفتحي باشاغا
عبد الحميد دبيبة وفتحي باشاغا

في الوقت الذي يواصل فيه عبد الحميد دبيبة نزيف رصيده في الشارع الليبي، يواصل رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، تثبيت قدمه، بمبادرات عدة تدعم جميعها الاستقرار.

رئيس حكومة الاستقرار، أعلن الثلاثاء، إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية، بعد جهود بذلت من قبل مجلس النواب وحكومته.

وقال باشاغا: “‏بتوفيق من الله تعالى، كُلّلت جهود مجلس النواب والحكومة الليبية لإعادة فتح الحقول والموانئ النفطية بالنجاح، وذلك بعد إعلان تكتل الهلال النفطي موافقته على رفع الحصار المفروض على المنشآت النفطية”.

ونشر باشاغا مقطع فيديو، لبيان تكتل الهلال النفطي، والذي أعلنوا فيه إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية اعتباراً من امس الاثنين، استجابة لتعليمات رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.

وقبل ساعات من إعلانه فتح الحقول النفطية، أطلق باشاغا مبادرة للحوار الوطني الشامل، بهدف تعزيز التوافق مع مختلف الأطراف والمكونات الليبية.

وقال عقب الاجتماع الثاني للحكومة بمدينة درنة: “نسعى من خلال المبادرة لتوسيع رقعة التواصل وضمان مشاركة الجميع برغبة حقيقية وصادقة لتوحيد الجهود والوصول لمرحلة البناء والسلام”. 

وتهدف مبادرة باشاغا لتوسيع رقعة التواصل والمشاركة من أجل أن ينعكس ذلك على توحيد الجهود والاستعداد لمرحلة البناء والإعمار، بالإضافة إلى الحفاظ على السيادة الليبية، ومنع التدخل الأجنبي، وتحقيق تطلعات الشعب في إجراء الانتخابات، وعدم اللجوء للعنف، واحترام الشرعية، والعفو والمصالحة وعدم النظر إلى الماضي مع الالتزام بعدم ارتكاب أي تجاوزات في المستقبل.

ووفق باشاغا، تشمل أهداف المبادرة كذلك بناء المؤسسات الأمنية والمدنية بناءً صحيحاً حسب المعايير الدولية، والتعاون التام من قبل الجميع في محاصرة الفساد، وإيقاف إهدار المال العام لانتعاش الاقتصاد الوطني وتحسين الخدمات للمواطنين، وفق قناة ليبيا الحدث.

وشدد رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان، على أهمية المبادرة للتوافق على بعض القيم والمبادئ الوطنية، وأن الحكومة تمد يدها للتواصل مع كل التيارات والأحزاب والتكتلات السياسية ومنظمات المجتمع المدني. 

وأشار إلى رغبة حكومته في توسيع قاعدة الحوار مع المشايخ والأعيان والحكماء في كل المدن، وخصوصاً من كان لهم دور مميز في المصالحات وفض المنازعات التي جرت خلال الفترة الماضية. 

باشاغا أظهر أيضاً حسن تقدير الموقف، فحقناً للدماء ولكي لا يدخل في صدام مع رئيس الحكومة المنتهية الذي أعلن عدم تسليم طرابلس إلا بالقوة، أعلن مباضرة مهام حكومته من سرت. 

الناطق باسم مجلس النواب، عبدالله بليحق قال إن عمل حكومة فتحي باشاغا من سرت، سيكون له آثار إيجابية منها حقن دماء الليبيين، وأن البرلمان اختار عقد جلسة في المدينة خلال الأيام المقبلة دعماً لانطلاق عمل الحكومة من داخلها.

ولفت إلى أن ذلك يتوافق مع مبادرة عقيلة، التي جاء على إثرها حوار جنيف، الذي أفضى إلى اختيار المجلس الرئاسي والحكومة السابقة، حيث دعا حينها إلى أن يكون مقر المجلس والحكومة في سرت لكي لا تقع رهينة الميليشيات المسلحة الموجودة في العاصمة طرابلس

وأشاد بدعوة باشاغا إلى فتح الحوار شامل مع القوى المجتمعية والسياسية والعسكرية، مضيفاً أنه فيما يخص بالتحاور مع حكومة عبدالحميد دبيبة فإنها لا تمتلك صفة قانونية وقد انتهت ولايتها، وحكومة باشاغا هي الشرعية.

وتشير تقارير عدة إلى أن جهود رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب الليبي في إعادة فتح حقول النفط الليبي، قد تساعد باشاغا للضغط على الحكومة المنافسة برئاسة عبد الحميد دبيبة.

كما أن هذه الخطوة قد تدفع المجتمع الدولي وبعض القوى المحلية إلى الاعتراف بفتحي باشاغا خاصة بعد وصول حكومته إلى مدينة سرت لبداية مهامه كرئيس للحكومة.