ماذا تفعل العملية العسكرية الأوربية إيريني أمام سواحل ليبيا؟، الإجابة: لا شيء، فعلى مدار أشهر لم تكف عمليات تهريب الوقود والمهاجرين والسلاح من وإلى ليبيا.
ففي الوقت الذي يعول فيه المجتمع الدولي على العملية “إيريني” الأوروبية التي أطلقت في 31 مارس 2020، بحل الأوضاع السياسية في ليبيا وأنها ستلعب دوراً في ذلك، إلا أن زيادة عمليات التهريب في ساحل البحر المتوسط تضعها في ورطة كبيرة.
صحيح أن العملية الأوربية تسمح للاتحاد الأوروبي بأن يكون على دراية بالأوضاع، بما يحدث في وسط المتوسط، إلا أنها لا تؤدي مهامها كاملة، في ظل التخوفات من نشوب صراع مسلح في غرب ليبيا، وهي التخوفات التي تجعل من دور إيريني مركزياً.
وقال موقع “ديكود 39” الإيطالي إن العملية الأوربية تلعب دور عنصر السيطرة على الأرض، فهي تسمح للاتحاد الأوروبي بأن يكون على دراية بالأوضاع، وبما يحدث في وسط المتوسط، تلك المنطقة الاستراتيجية لأوروبا.
وأكد أن الخطر يتمثل في أن التوترات الداخلية قد تؤدي إلى عودة الأسلحة، مشيرًا إلى أنه “انحراف” لا يمكن استبعاده في الديناميكيات الليبية، رغم تخلي رئيس الحكومة فتحي باشاغا في الأسابيع الأخيرة مرتين عن دخول العاصمة طرابلس، خوفًا من اندلاع أي اشتباكات مع المليشيات التي دافعت عن الدبيبة.
وفي وقت تزداد فيه التخوفات، جرى قبل أيام ضبط سفينة تحمل علم تركيا وتقل على متنها مواطنين من تركيا وسورية، قرب ساحل منطقة أبوكماش القريبة من الحدود الليبية-التونسية، بتهمة الشروع في تهريب وقود.
وتزامن إعلان ضبط شحنة النفط المهرب بأبي كماش مع اشتباكات مسلحة شهدها محيط مصفاة الزاوية، مساء الجمعة، ما تسبب في تضرر 29 موقعًا بالمصفاة من ضمنها خزانات المشتقات النفطية وخزانات أخرى متعددة، وفق المؤسسة الوطنية للنفط.
وحسب تقرير صادر عن فريق الخبراء المعني بليبيا في ديسمبر العام 2019، فإن مدينة زوارة ومنطقة أبوكماش لا تزالان نقطتين رئيسيتين لتهريب المنتجات النفطية المكررة، لا سيما زيت الغاز البحري، عبر البحر.
العملية فاشلة بامتياز، هكذا يراها الليبييون، ولم تكن على المستوى المطلوب الذي يتوافق مع الأموال المدفوعة لها، والحجم القرارات المتخذة بشأنها من جانب الاتحاد الأوروبي، فلم يلاحظ الشعب الليبي على أرض الواقع أي منع لكميات الأسلحة المتدفقة إلى أراضيه، بل لاحظ الجميع تدفق كميات كبيرة من الأسلحة إلى قاعدة الجفرة ومطار معيتيقة، وكذا العدد الهائل من المرتزقة الذي تدفق إلى كل أنحاء البلاد.
أيضاً لم يلاحظ الليبيون أي هدوء في المنطقة الليبية من تاريخ العملية الأولى أو الثانية، أو تحسن بشأن الهجرة غير الشرعية والأعداد الهائلة التي يتم إرسالها من الشواطئ الليبية إلى نظيرتها في أوروبا.
وتعد العملية جزء من سياسة الأمن والدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي، وتسخر أوروبا معظم إمكانيتها من أصول بحرية وجوية وأقمار صناعية لتنفيذ أهدافها.
وشاركت إيريني بـ 596 وحدة عسكرية لتنفيذ أهدافها وراقبت أكثر من 3700 سفينة في وسط البحر المتوسط، فيما نفذت أكثر من 170 مقاربة ودية.