من يقف وراء الهجمات ضد الجيش الليبي في الجنوب؟

0
797

عمليات إرهابية متكررة تستهدف عناصر قوات الجيش الوطني الليبي بين الحين والآخر، وتحديداً في مناطق الجنوب. 

وأمس الإثنين، وقع تفجير بسيارة شحن متوسط أمام سرية الدوريات الصحراوية التابعة لكتيبة طارق بن زياد في منطقة أم الأرانب إحدى مناطق بلدية الشرقية، في عملية تبناها تنظيم داعش الإرهابي. 

وأعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، تفجير سيارة مفخخة قرب معسكر تابع اللواء طارق بن زياد بمنطقة أم الأرانب جنوب غرب ليبيا من قبل عناصر تابعين لتنظيم داعش، نافياً وقوع أي ضحايا جراء الهجوم.

وقال المحجوب، إن تفجير السيارة المفخخة محاولة يائسة من التنظيم الإرهابي لإثبات قدرتهم على القيام بعمليات إرهابية. 

وكان آخر هجوم نفذه تنظيم داعش في أواخر يناير الماضي، عندما استهدف دورية تابعة لكتيبة “شهداء أم الأرانب” بمنطقة جبل عصيدة، قرب بلدة القطرون جنوب غرب ليبيا، ما تسبب في مقتل ثلاثة عناصر أمنية وأربعة آخرين من التنظيم. 

وفي بيان شديد اللهجة، استنكرت الحكومة الليبية، برئاسة فتحي باشاغا، وأكدت على ضرورة مكافحة ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها وصورها في جميع مناطق ومدن الدولة الليبية، ووضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات وتقديم مرتكبيها إلى العدالة وفق مبدأ عدم الإفلات من العقاب.

وشدّدت الحكومة الليبية على ضرورة اتخاذ إجراءات وقرارات من شأنها تجفيف منابع تمويل هذه التنظيمات الإرهابية وتسليحها ومعاقبة من يقف وراء ذلك. 

ودعت إلى ضرورة العمل على معالجة الأسباب الجذرية السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكامنة وراء ظاهرة الإرهاب، بما في ذلك مشاكل الفقر والبطالة التي تجعل من بعض الشباب فريسة للاستقطاب من قبل التنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش وغيرها.

وطالب البيان المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم للحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، واتخاذ خطوات جادة في دعم وبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية خاصةً بالعتاد والتدريب والخبرة، حتى تتمكن الحكومة الليبية من بسط سيطرتها وسيادتها التامة على كامل أراضيها، واستلام مقراتها ومؤسساتها في مدينة طرابلس.

وتشتهر منطقة أم الأرانب بالتهريب بجميع أنواعه بداية من البشر حتى السلع الغذائية والسجائر.

ووفق مراقبون، هناك فئات في الداخل الليبي لا تريد فرض السيطرة على تلك المنطقة التي تعد نقطة تجارة مشبوهة من خلال التهريب بجميع أنواعه، فالمستفيد من تلك المنطقة لا يريد بسط السيطرة الأمنية عليها.

وعلى مدار أشهر فرضت القوات المسلحة الليبية سيطرتها على المنطقة بشكل كامل، ففي فبراير الماضي تم ترحيل الآلاف من المهاجرين، كما تم قطع الطريق أمام عمليات تهريب الوقود بالكامل واستعادة لكثير من العربات المحملة بالوقود في طريق خروجها من البلاد. 

ونجحت سرية الدوريات الصحراوية في القضاء على عدد من العصابات الإجرامية التي كانت تتخذ من تلك المنطقة بؤرة للتهريب، ودمرت عدد من البوابات الوهمية التي تستخدمها العصابات والمليشيات المسلحة، كبوابات تقوم العصابات بنصبها لفرض رسوم عبور وتمهيد طريق للتهريب. 

وفي تصريحات سابقة، لآمر الدوريات الصحراوية باللواء طارق بن زياد المعزز في منطقة أم الأرانب، آدم حجر صالح،  أكد أن تلك النقطة تعد من أخطر البوابات الحدودية، حيث يتم تأمين الحدود مع دولة النيجر حتى الحدود الجزائرية؛ لمنع عمليات تهريب السلاح والمخدرات وعصابات الهجرة غير الشرعية التي تعد تلك المنطقة النقطة الأهم لتجارتهم المشبوهة.

وأوضح صالح، أن القوات في تلك المنطقة مكلفة بمهمة واحدة من القيادة العامة للجيش الليبي وهي فرض السيطرة الكاملة على المنافذ الحدودية الجنوبية بشكل كامل.