قطاع النفط في ليبيا متهالك.. هل بإمكانها إنتاج 3 ملايين برميل يومياً؟

0
239
وزير النفط والمؤسسة الوطنية للنفط
وزير النفط والمؤسسة الوطنية للنفط

قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، إن بإمكانه قطاع النفط في ليبيا العودة إلى معدلات الإنتاج السابقة بما مقداره 3 ملايين برميل يومياً.


وأشار خلال خلال كلمة له عقب الاجتماع الدوري برؤساء كافة شركات القطاع، أمس الأحد، إلى أنه في الوقت الحالي بشركة الواحة تنتج منفردة مليون برميل يومياً رغم قلة الميزانيات والظروف الأمنية وغير ذلك من مشاكل تمر بها البلاد.


وأشار إلى أن الإدارة شكلت لجاناً عدة لمتابعة عمل الشركات ومعرفة مواقع الضعف للمساعدة في تحسين الأوضاع، مضيفاً أن هذه الفترة تحتاج إلى ضبط النفس وضبط المصاريف التي ينبغي أن تُصرف في الأوجه المخصص لها وتبويب الميزانيات.


والثلاثاء الماضي، قال وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، محمد عون، إن التكلفة الإجمالية لتطوير القطاع النفطي بأكمله، تتجاوز عشرة مليارات دولار، لا سيما مع وجود بعض الحقول التي جرى تدميرها خلال فترة سيطرة داعش على بعض المدن الليبية.


وأضاف عون، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن ليبيا تنتج حاليا مليونا و200 ألف برميل يوميا من النفط، وتستهلك داخلياً ما يقرب من 150 ألف برميل يوميا، وهناك ما يقرب من 270 ألف حصة للشركاء، وتصدر نحو 800 مليون برميل.


وشدد على أن البنية التحتية لقطاع النفط تحتاج إلى تحديث وصيانة، في ظل المطالبات في الداخل بزيادة الإنتاج.


وبين أن ذلك يأتي عبر تطوير اكتشافات غازية ونفطية، وتمويلها من خلال فتح الباب للاستثمارات المحلية والخارجية، أو قيام الدولة بها، وفق مقترحات قال إنه قدمها لحكومة الوحدة الوطنية ولم يتلق رداً عليها.


صنع الله نفسه، قبل أسبوعين حذر من تراجع إنتاج النفط الليبي، وفقدان بلاده أهم مورد للدخل، لدعم توافر الموارد المالية اللازمة للصيانة. وقال، في لقاء إذاعي مع راديو مصراته، إن أرقام إنتاج النفط الليبي الحالية –التي تقدر بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا- يمكن أن تتدنى في أي لحظة بسبب قلة التمويل، الذي تسبب في نقص صيانة الحقول والآبار وخطوط النقل، وتهالك البنية التحتية للقطاع.


وأضاف أن المؤسسة الوطنية للنفط واجهت مشكلات كبيرة في الحصول على الميزانيات المطلوبة، وخاصة الحكومة الحالية، التي لم تُسيّل الأموال المطلوبة، وأن الوضع الذي يمر به قطاع النفط في ليبيا هو الأسوأ على الإطلاق؛ لعدم توفير الميزانيات، وتراكم الديون على المؤسسة التي وصلت إلى 6.5 مليار دينار (1.40 مليار دولار)، فضلًا عن محاولة إدخال المؤسسة في الصراع السياسي بالبلاد.


وشدد على أنه رغم حصول الحكومة الحالية على أعلى أرقام من الإيرادات منذ 2013 -حيث استلمت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية في 2021 نحو 26 مليار دولار، وهو الأعلى خلال السنوات الماضية-؛ فإن المؤسسة لم تحصل إلا على 11% فقط من الميزانية المطلوبة.


وأشار إلى أنه في حال حصول المؤسسة على الميزانيات المطلوبة؛ فإن بإمكانها زيادة الإنتاج بنحو 200 ألف برميل مع نهاية العام الحالي، والوصول إلى معدلات إنتاج تقرب من 1.5 مليون برميل يومياً.

وتشير تصريحات صنع الله إلى أن ليبيا قادرة على زيادة الإنتاج 200 ألف برميل وليس نحو مليون ونص برميل كما يزعم، وليس من المعقول تأهيل البنية التحتية لخطوط الإنتاج الليبية للوصول لهذا الرقم في هذه الفترة القصيرة.

وتكشف تصريحات عون، معاناة قطاع النفط من الإهمال والتهالك، في ظل سوء حالة البنية التحتية وفشل السياسيات والإدارة التي ألقت بمعاناتها على مصدر الدخل الرئيسي لليبيين.

ولدى ليبيا أكبر مخزون للنفط في أفريقيا، وتعد إحدى أغنى دول الإقليم نفطياً، إذ تقدر الاحتياطات النفطية المؤكدة فيها بنحو 46.6 مليار برميل، وهي الأكبر في إفريقيا.

وقبل 2011، كانت ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل نفط يوميا في المتوسط.لتدخل بعدها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا في حالة فوضى، والصراع على أبرز الموانئ.