الجماعة المقاتلة والإخوان تدعمان عبد الحميد دبيبة في ليبيا.. فلماذا؟

0
414
دبيبة والغرياني
دبيبة والغرياني

الطيور على أشكالها تقع، حكمة صائبة أطلقها القدماء، تنطبق حرفيا على بني البشر، فلا يمكن أن يتجد شخصاً سوياً، يتخذ من شخصية متشددة ومتطرفة قدوة ومثل أعلى لها، حتى من باب الاستثناء، وفي ليبيا على وجه الخصوص، يجتمع أصحاب الأراء والمواقف الواحدة معاً من أجل مصالحهم الشخصية، وخدمة الأجندات الأجنبية.

عبد الحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها، أعلن عن قدوته ومثله الأعلى، في تصريح يبدو صادماً للبعض، ومنطقياً للبعض الآخر، فقال إن مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، هو مثله الأعلى، مُدعياً أن إمام المتطرفين هذا يتحدث لسانه بالحق، وأن كل حديثه صائباً.

لكن ماذا عن قدوة دبيبة؟ الصادق الغرياني هو أحد أخطر الأبواق في ليبيا، اشتهر بفتاواه الدموية، التي أباحت دماء الليبيين وأدخلت البلاد في دوامة الحرب التي لا خلاص منها، ولُطخ تاريخه بالدم والتطرف والإرهاب، واعتبرته الجماعات الإرهابية في ليبيا صوتهم والمفتي الناطق باسمهم وصدقوا كلامه وفتاواه.

الغرياني هو بوق الفتنة والتحريض، فهو من أفتى بقتل جنود الجيش الليبي ودعا لتمويل الميليشيات المسلحة وبرر الوجود التركي والمرتزقة السوريين، واعتبرهم من جيش الإسلام والمنافر عن الدين.

تاريخ الصادق الغرياني مليء بدعم الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين في شتى البلاد، سواء داعش أوشورى ثوار بنغازي وأنصار الشريعة، فكان لهم دائما السند الإعلامي والديني في آن واحد، وترحم على قتلاهم واصفا إياهم بـ”الشهداء” وأن مصيرهم هو الجنة وحور الحين زوجاتهم.

حديث دبيبة على قدوته، لم يأت من فراغ الآن، والأمر ورائه كواليس، حيث تدعم  جماعة الإخوان، على رأسهم القيادي علي الصلابي عبد الحميد دبيبة، هذا بجانب الدعم المعروف لرجل الأعمال علي دبيبة لابن شقيقه. 

ويعتبر الغرياني هو رجل القياديين بالجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج وخالد الشريف، كل هذه التحالفات تكشف أن هناك اتفاقا في الكواليس بين المقاتلة والإخوان لدعم دبيبة للبقاء على رأس السلطة حتى يستمر نفوذ كل هؤلاء في ليبيا.