11 عاماً على أحداث فبراير.. هل حققت الثورة أهدافها؟

0
370
ليبيا
ليبيا

في ظل موجة غضب شهدها الشرق الأوسط عام 2011 خرج الليبيون ضد نظام العقيد معمر القذافي، على أمل التغيير، مطالبين بتغيير نظام الحكم وعيش كريم وعدالة اجتماعية وحريات. 

وبعد مرور 11 عاماً على ثورة التغيير، تغيرت الأمور إلى أسوأ، ولم تحقق الثورة أهدافها، مع استمرار فراغ السلطة، وانتشار الفوضى الأمنية والميليشيات وانهيار الخدمات والبنية التحتية، وتدهور الاقتصاد، بعدما كان الأقوى في المنطقة. 

والآن يتطلع الليبيون للاحتفال بالذكرى الـ 11 للثورة، بأي شيء يحتفلون؟، ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد دبيبة، يرفض تسليم السلطة ويؤكد تمسكه بأهداف ثورة فبراير، وهو أحد رجال النظام السابق. 

المتتبع للوضع، يرى أن ليبيا تمر بأصعب مراحلها الآن، فبعدت أن سكتت البنادق وهدأت الأمور نسبياً، تكاد تتحدث من جديد في ظل حشد عسكري في العاصمة طرابلس لدعم دبيبة ضد رئيس الوزراء الجديد فتحي باشاغا، المكلف من قبل مجلس النواب. 

عبد الحميد دبيبة

وهي تخوض مرحلة انتقالية جديدة وسط تحديات يرى مراقبون أنها لا تختلف كثيرا عما جابته منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، لكن آمال الشعب لا تزال منعقدة على الوصول إلى الاستقرار المنشود.

وبعد أن كانت الآمال معلقة على المجلس الرئاسي الحالي والذي تولى مهامه قبل فبراير 2021، فشل هو الآخر في الوصول بالبلاد لتسليم السلطة وإتمام مصالحة وطنية بين الفرقاء. 

كذلك حكومة الوحدة الوطنية المنتهية، لم تحقق شيء من أهداف ثورة فبراير، ولم يصل الليبيون في كثير من البلديات حتى إلى أدنى مستويات العيش الكريم. 

رواتب متدنية وتتوقف أحياناً، وارتفاع كبير في الأسعار، وتحرير لسعر الصرف وانخفاض قيمة الدينار، وانقسام لمؤسسات سيادية، وأخرى مسروقة على رأسها المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، ناهيك عن مؤسسات الاستثمار الداخلية والخارجية. 

علاوة على أزمات متفاقمة في الخبز والكهرباء وسرقة للمحطات والأسلاك والسيولة وتوفير الوقود، ناهيك عن سرقة الاعتمادات وتبديد الميزانيات. 

وانهيار كامل لملف التعليم، وانهيار للمنظومة، وخروج آلاف الأطفال عن التعليم، بعدما دفعهم الفقر والنزوح إلى العمل، لترتفع نسبة الأمية بشكل مرعب. 

الحال هكذا من قبل حكومة دبيبة المنتهية، بل زاد الطين بللاً في عهد حكومة الوفاق، حين سمحت للاحتلال الأجنبي بدخول البلاد، وسلمته المؤسسات والمطارات والموانئ في الغرب، وتمكين لقادة الميليشيات في السلطة علاوة على الثراء الفاحش الذين خرجوا دون محاكمة. 

11 عاماً من الثورة لم يوحد فيها الجيش الوطني الليبي بل تأتي الحكومات المتعاقبة وتعمل على تكبيله وعرقلة جهوده وتدعيم الميليشيات في وجهه، كي لا تنتهي الفوضى الأمنية. 

11 عاماً، ويظل ملف النازحين والمهجرين الليبيين بلا حل، بل مزيد من الشتات، وتهتك للنسيج الاجتماعي، وصارت ليبيا محطة لموجات الهجرة غير الشرعية التي زادت من السخط الأوروبي وتهديد سلم المنطقة. 

11 عاماً، أنتجت نخبة سياسية مكنت دول واطراف أجنبية من سيادة الدولة وصار أمر الليبيين بيد الأطراف الخارجية وليس بأيديهم هم، وبات يعول الجميع على مؤتمرات وملتقيات في برلين وباريس وجنيف وغيرها عساها تأتي بخير، لكن لا فائدة. 

سنوات من النهب المنظم للثروات الليبية، وتبديد الأرصدة والاحتياطات النقدية، وانهيار سوق النفط، إضافة إلى المؤامرات الدولية على الأموال المجمدة.

الحال هكذا بعد 11 عاماً من أحداث فبراير، فهل حققت الثورة أهدافها؟