لماذا تجاهل وزير داخلية الوفاق ظهور مطلوبين دوليين في صبراته؟no

0
301

أثار دخول ميليشيات الوفاق وعلى رأسهم عدد من المهربين والملاحقين دوليا وتجار البشر مدينة صبراته، جدلاً واسعاً، وسادت حالة من الذعر بين أهالي المدينة خوفا من عودة عصابات التهريب وتجارة البشر من جديد بينهم، بعد ظهور أحد أكبر المهربين في ليبيا أحمد الدباشي الشهير بـالعموبعد غياب أكثر من عامين.

حالة القلق التي سيطرت على الأوساط الليبية لظهور هذه الوجوه من جديد على الساحة، امتدت للخارج، فقد أبدت الدول الأوروبية المُطلة على البحر المتوسط، والتي تقع في الساحل المقابل لليبيا وعلى رأسهم إيطاليا، إنزعاجها من ظهور أباطرة الهجرة غير الشرعية في الصراع الليبي، ونقلت وسائل الإعلام الإيطالية تلك المخاوف ووصفته بـالخطر الحقيقي“.

وفي الوقت الذي يحاول فيه وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، التقرب من الإيطاليين من خلال التواصل مع سفيرهم في ليبيا، ومحاولة الوصول لتعاون أمني بين الطرفين، فضلا عن إدعاءه محاربة الفساد في المناطق التي تسيطر عليها حكومته، إلا أنه تغاضى بشكل كامل عن وجود مطلوبين دوليين ومهربين وتجار بشر بين ميليشياته الذين اقتحموا صبراته.

تغاضي باشاغا عن وجود أسماء مثلالعمووشكووالبيدجاوغيرهم لم يكن غريباً، فالراحة التي ظهروا بها في الفيديوهات التي تم توثيقها وقت دخول ميليشيات الوفاق لمدينة صبراته، تؤكد أن وجودهم تم بالاتفاق مع رجل الميليشيات الأول في حكومة السراج، والذي دخل مؤخرا في صراع خفي مع فائز السراج رئيس الحكومة، وهو لا يجد أي مشكلة في التعاون مع أشخاص، مهما كانت جرائمهم في تحقيق غايته والوصول إلى مبتغاه.

باشاغا يحاول إظهار مدينة صبراته وكأنها مدينة تحت سيطرة أجهزته الأمنية، فبعد يومين من اقتحام ميليشياته، وفي محاولة لإظهار نفسه محاربا للفساد، أصدر وزير داخلية الوفاق أمرا باعتقال شخصين لانتحالهما صفة عسكرية، الأمر الأول كان ضد الملازم فرج مصطفى خليل، بزعم انتحاله صفة عقيد بقوات الوفاق، وارتداءه بدلة عسكرية، وأمر الاعتقال الثاني كان ضد المدون ناصر عمار، بزعم انتحاله لشخصية آمر قوة الإسناد.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، ففي أكتوبر الماضي، أصدر باشاغا بيانا يؤكد فيه على ملاحقة كل المطلوبين، وذلك بعد ظهور المهرب عبد الرحمن ميلاد في لقاء مع إحدى القنوات الإيطالية مرتديا الزي الرسمي، ونفى وجود أي علاقة بينه وبين وزارة الداخلية، مشددا على استمرار البحث والتحري عنه وعن عدد كبير من المطلوبين، إلا أن عبد الرحمن ميلاد نفسه والمعروف باسمالبيدجاكان على رأس قواته التي اقتحمت صبراته.

فكيف يدعي باشاغا سيطرته على المدينة والمطولبين الدوليين فيها ويحاربون جنبا إلى جنب مع رجاله ضد الجيش الليبي؟