مكائد مشبوهة اعتادت جماعة الإخوان المسلمين اتباعها لتحقيق مرادها، حيث استغلت كل ما لديها من إمكانيات من أجل إخضاع ليبيا تحت حكم الجماعة، وفرض سيطرتها عليها، فلم يتأخر التابعين لها عن اتباع أي أسلوب أو طريقة تحقق الغاية التي يسعون إليها، وقد ظهر ذلك جلياً خلال الأعوام الماضية عقب أحداث فبراير 2011.
ففي ساعات متأخرة من مساء أمس الخميس، كشفت شركة ميتا، عبر تقرير مفصل عبر موقعها الإلكتروني، عن حذفها شبكة حسابات مزيفة تتخذ من تركيا مقرا، وتستهدف ليبيا بشكل أساسي غبر منصتيها “فيسبوك” و”إنستغرام”، وأن هناك رابطاً بين نشاط هذه الحسابات وحزب العدالة والبناء.
وأزالت الشركة 41 حساباً على “فيسبوك” و133 صفحة وثلاث مجموعات و14 حسابا على “إنستغرام”، وجدت أنها تنتهك سياسة الشركة ضد السلوك المنسق غير الأصيل، موضحة أن هذه الشبكة نشأت في المقام الأول في تركيا واستهدفت ليبيا بشكل أساسي.
وكشف التقرير عن أن هذه العملية، جاءت ضمن 52 شبكة أزالتها الشركة، خلال 2021، عندما وجدت أنها شاركت في جهود منسقة للتلاعب أو إفساد النقاش العام من أجل هدف استراتيجي، مع الاعتماد بشكل مركزي على الحسابات المزيفة لتضليل الناس.
وقالت الشركة إن الشبكات المزيفة التي رصدتها على مدار العام أُنشئت في 34 دولة، بما في ذلك أميركا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وفيما يخص شبكة الحسابات التي تستهدف ليبيا، أفادت الشركة بأن الأشخاص الذين يقفون وراء الحسابات المزيفة والسلوك المنسق غير الأصيل، تم اكتشاف بعضها وتعطيله، كانوا يستهدفون نشر المجموعات والصفحات وإدارتها، بما في ذلك تلك التي يُزعم أنها تنتمي إلى شخصيات ومؤسسات عامة في ليبيا، بما في ذلك المطارات والهيئات الحكومية، وسياسيون وصحفيون ونشطاء، حيث عطلت بعض صفحات هذه الشبكة بسبب انتحال الهوية وانتهاكات أخرى.
وأوضحت أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط نشروا أخبارًا وأحداثًا باللغة العربية جارية في المنطقة، بما في ذلك تأخر الانتخابات وانتقاد صعود المرأة في السياسة والمجتمع والإعلام.
وأشارت إلى أن هذه الشبكة أنشأت صفحات تزعم أنها تدار من قبل شخصيات عامة نسائية للإدلاء ببيانات تحريضية نيابة عنهن، ثم يستخدمون صفحاتهم الأخرى للإشارة إلى هذه التعليقات الوهمية لانتقادهم، على الأرجح لتشجيع المضايقات.
وترى “ميتا”، أنه على الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها حاولوا إخفاء هوياتهم وتنسيقهم، إلا إنها وجدت روابط مع حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين. وقالت الشركة إنها وجدت هذه الشبكة كجزء من تحقيق داخلي في السلوك غير الصحيح المنسق المشتبه به في ليبيا المرتبط بتقارير سابقة عن انتحال الهوية.