يستكمل عبد الحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وأحد المرشحين لانتخابات الرئاسة الليبية، مسلسل التعينات المشبوهة لآمري الميليشيات والجماعات المسلحة في مناصب قيادية وهامة في ليبيا، على الرغم من الجرائم التي ارتكبوها والفظائع التي شهدتها طرابلس ومحيطها على أياديهم على مدار سنوات.
وأمس أعلنت وسائل إعلام ليبية، عن إصدار عبد الحميد دبيبة قراراً بتعيين الصيد قدور رئيساً للجنة التسييرية بشركة الخطوط الإفريقية، وهو شقيق الميليشياوي ياسين قدور، ومصطفى قدور آمر ميليشيات النواصي، التي ارتكبت العديد من الجرائم والاقتحامات لمؤسسات حكومية تابعة للدولة خلال الأشهر السابقة.
قرارات دبيبة المتتالية بتعيين هؤلاء في مناصب هامة وحساسة بالدولة، ليست ثقة فيهم بكل تأكيد، وإنما كانت لكسب ثقتهم والحصول على دعم حال اضطر الأمر لذلك، بالإضافة إلى أن هناك توافق في الرؤى والاتجاهات بينه وبين آمري تلك الميليشيات، ويسعون لتنفيذ أجندة بعينها ويتلقون أوامرهم من الخارج.
و تُعد ميليشيا “لواء النواصي” واحدة من أكبر الجماعات العسكرية المسلحة في طرابلس، وتتألف من أكثر من 700 عضوا، وتعمل في منطقة أبوستة في طرابلس، على بعد أمتار فقط من قاعدة أبوستة البحرية.
ومصطفى قدور، آمر ميليشيات النواصي وشقيق الصيد قدور، هو أحد المجرمين الذين تورطوا في العديد من الجرائم خلال السنوات الماضية، حيث أنه متورط في تنفيذ العديد من جرائم القتل والخطف في طرابلس، واقتحمت ميليشياته وزارة الشباب والرياضة.
دخل قدور وعائلته وميليشياته في معارك عدة مع ميليشيات أخرى بالعاصمة الليبية طرابلس ومحيطها بهدف فرض السيطرة، فشهدت المدينة على مدار أشهر مضت، تبادل لإطلاق النار باستخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، مما أثار الذعر بين المواطن وهدد الأمن.
اعترض مصطفى قدور على تعيين حسين العائب رئيسا للمخابرات الليبية، بداعي أن العائب كان موالياً لنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فعرقلت ميليشياته عمل العائب لمدة تجاوزت الأسبوع وأرادوا إفشال القرار والإبقاء الميليشياوي عماد الطرابلسي على رأس المنصب.