داعش يظهر في صبراته.. قتل وسحل وتعذيب برائحة الدم

0
341
داعش ليبيا
داعش ليبيا

جاء مشهد تمثيل ميليشيات حكومة الوفاق بجثث قتلى الجيش الوطني الليبي في مدينتي صرمان وصبراته بعد ساعات قليلة من احتلال المدينتين أمس الاثنين، مشابه في كل تفاصيله لمشاهد لطالما اعتدنا على رؤيتها من قبل تنظيم داعش الإرهابي؛ لبث الرهبة والخوف لدى المواطنين في المدن التي سيطر عليها.

ورغم أن حكومة الوفاق ترفع شعارات الدولة المدنية والديمقراطية؛ إلا أن مقاطع الفيديو التي حصلت عليها صحيفة “الشاهد” كانت كافية بأن تكشف زيف هذه الخطابات، حيث كشفت المقاطع التي يصعب على أن يراها الفرد مرتين لقسوتها.. كيف تستخدم ميليشيات الوفاق نفس أساليب داعش منهجاً من أجل تحقيق أهدافها.

مشهد السحل والحرق وتمزيق جسد الميت هو تجسيد حقيقي لشكل الدولة المدنية التي يريدها أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، هؤلاء لم يخرج أحدا منهم ليستنكر المشهد على عكس كل ما سمعناه هو مباركة وتهليل لنفس النهج الذي اتبعه تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق ومن بعدهما ليبيا.

ورغم تلك المشاهد المسجلة، ادعى موالون لحكومة الوفاق، المدعومة تركيأ، أن تلك المشاهد مفبركة، ولا أساس لها من الصحة، منهم رئيس حزب التغيير والمبعوث الشخصي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لدول المغرب العربي، جمعة القماطي، والذي نفى وجود تطهير عرقي وعمليات انتقام من أهالي مدن صرمان وصبراته والعجيلات التي سيطرت عليها مليشيات الوفاق بالأمس.

ويعزز وقوف الدواعش مع ميليشيات الوفاق في تلك المشاهد، وجود قادة التنظيم المتطرف داخل الميليشيات، بعدما استعانت بهم حكومة السراج، لتعزيز جبهاتها بعد تفاقم خسائرها أمام الجيش الوطني الليبي.

وما يؤكد وقوف داعش وراء تلك المشاهد المفزعة، أن السحل والحرق من أدبيات تنظيم داعش الإرهابي، والتي رسخ لها في مناهجه وإصداراته المرئية، منذ ظهوره في 2014 وحتى أفوله في 2018، بالعراق والشام، ونهاية مراكزه الإعلامية التي طالما أعدت إصدارات تعذيب تباهي المتطرفون بها.

ويتفرد تنظيم داعش الإرهابي بأساليب تعذيب وتشفي في ضحاياه عن غيره من التنظيمات، أسس لها كتاب مسائل من فقه الجهاد أو “فقه الدماء” والذي كتبه أبو عبدالله المهاجر، صديق مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، والمرشح السابق لتولي مسؤولية اللجنة العلمية والشرعية في تنظيم القاعدة الأم.

ويعتبر فقه الدماء الأساس الفقهي لمنطلقات تنظيم داعش ووحشيته في التعامل مع خصومه، فقد أسس للدماء والتوحش، في فصل كامل بالكتاب، بعنوان: “مشروعية قطع رؤوس الكفار المحاربين”، أكد فيه أن قطع الرؤوس أمر مقصود، بل محبوب لله ورسوله، وأوجد لذلك شواهد والآثار الدينية بررر بها وسائل القتل والتعذيب، فلم يكتف بالذبح والإحراق، وإنما تناول القتل بإلقاء الأفاعي والعقارب، وبالإيهام بالغرق، وبهدم الجدران والبيوت، وبالرمي من الشاهق، والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، من نووية وكيمياوية وجرثومية.