لماذا تتمسك جماعة الإخوان بترشح دبيبة رئيساً لليبيا؟

0
470
جماعة الإخوان

شهدت الساحة السياسية في ليبيا، خلال الأيام القليلة الماضية، تطورات كبيرة في ظل إعلان المفوضية العليا للانتخابات عن قبول عدد من المرشحين، ومن بينهم عبد الحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، والذي لا تنطبق عليه الشروط اللازمة من أجل الترشح في تلك الانتخابات.

عبد الحميد دبيبة الذي لم يحقق إنجازاً واحداً طوال فترة بقاءه على رأس السلطة، لقي دعماً يره البعض عجيباً من جماعة الإخوان في ليبيا، فمنذ أ أبدى نيته للترشح للانتخابات، وهم يدعمونه بالفعل والقول، إما بتصريحاتهم أو بتحركاتهم على الأرض، ويستميتون من لضمان وصوله إلى رأس السلطة.

ومن خلال متابعة الأحداث في ليبيا طوال فترة عبد الحميد دبيبة، نجد أنه لم يحرك ساكناً لمنع الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الإخوان والمناصرة لها، من نشر الفوضى في غرب البلاد، فغاب الأمن تماماً بعد أن تقاتلت الميليشيات فيما بينها من أجل السيطرة على مجريات الأمور هناك، على مرأى ومسمع من رئيس الحكومة.

وبحسبة بسيطة، يمكن أن نستنج أن ترك عبد الحميد دبيبة، الميليشيات، تفعل ما تشاء في أراضي الليبيين، كانت خطوة بها بعد نظر كبير، فأمراءهم وآمريهم الآن يناصرونه في خطوته بالترشح بانتخابات الرئاسة الليبية، بعد أن ضمنوا أن هناك مرشحاً يميل لهم ويتقرب منهم ويتودد إليهم، وأهم من ذلك كله يخشاهم ويخاف منهم.

جماعة الإخوان التي وجدت نفسها فقدت أراضيها في أراضي العرب مصر وتونس والسودان، باتت فرصتها الأخيرة التمسك بكل قوتها على المساحة التي حصلت عليها في ليبيا، أو بالأحرى المساحة التي منحها الأتراك لهم ليكونوا أدواتهم التي يسيطرون بها على الدولة الكُبري المُطلة على البحر المتوسط والتمتع بخيراتها.

جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، تلتقط أنفاسها الأخيرة، ترى أن نهايتها اقتربت، وهو ما ظهر جلياً في التجاهل الواضح من قبل الشعب، وحتى الطبقة السياسية، لدعواتهم لمقاطعة الانتخابات والتظاهر ضدها لذا لم يروا سوى دبيبة كمنقذ لهم.