ميليشيات غرب ليبيا.. اشتباكات وصراع على النفوذ والليبيون يدفعون الثمن

0
287
ميليشيات غرب ليبيا

تواصل الميليشيات في غرب ليبيا اشتباكاتها المسلحة بين الحين والآخر، في إطار صراعها على النفوذ والسيطرة، وصراع المؤسسات والمنظمات التي تتلقى منها دعم وتدين لها بالولاء.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس صباح اليوم الجمعة، اشتباكات عنيفة بين قوة دعم الاستقرار التابعة للمجلس الرئاسي واللواء 444 التابع لرئاسة الأركان بمحيط منطقة صلاح الدين في العاصمة طرابلس، بحجة عدم امتثال الأخيرة للأوامر وخروجها عن السيطرة.

وتأتي اشتباكات الميليشيات اليوم بعد أسبوع واحد فقط من الاشتباكات التي اندلعت، بين ميليشيات محمد البحرون، الملقب بـ”الفار” تابعة لمدينة الزاوية، وميليشيا جهاز دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغني الككلي الملقب بـ”غنيوة” والتابعة للعاصمة طرابلس، جنوب مدينة الزاوية، غرب البلاد.

ومنذ استلام السلطة التنفيذية الجديدة مهامها في ليبيا مارس الماضي، وقعت العديد من الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات راح ضحيتها العشرات من المواطنين بين قتيل وجريح، فضلاً عن الخسائر المادية التي طالت الممتلكات العامة والخاصة.

إلا أن السلطات التنفيذية الحالية غالباً ما تلتزم الصمت، حيال تلك المسألة، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الفرقاء الليبيين في أكتوبر الماضي والاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه بملتقى الحوار الليبي، يقضيان بحل الميليشيات ونزع سلاحها.

وتعد معضلة الميليشيات المتفرقة في مدن الغرب الليبي والتي ترتبط بعلاقات متوترة ومصالح متعارضة وانتماءات متناقضة، واحدة من أبرز العقبات التي تواجه الدولة الليبية التي تسعى لإقامة السلام والوحدة والاستقرار، وإنهاء حالة الفوضى التي تعاني منها منذ أحداث فبراير عام 2011.

ويرى مراقبون أن تكرار الاشتباكات بين ميليشيات طرابلس، إلى جانب كونه يحمل جانباً من صراع النفوذ والجهات المنتمية إليها، فإنه أيضاً قد يشكل تكتيكاً عسكرياً وإعادة تموضع لهذه الميليشيات، تحسباً لأي تغيير في المشهد الليبي، مع الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر المقبل.

كما تحاول جماعة الإخوان إعادة فرض نفوذها في المنطقة الغربية، وتحديداً طرابلس والزاوية ومصراتة والعجيلات وصبراتة وغريان وتاجوراء، وغيرها من المدن في الغرب الليبي، وإعادة تموضع ميليشياتها بالقوة في هذه المناطق، والاستعداد لحرب جديدة قد تشتعل في أي وقت مع تغير المشهد السياسي في ليبيا.

لا سيما بعد ما كشف القيادي الإخواني ورئيس المجلس الاستشاري، خالد المشري، في تصريحات صحفية مؤخراً عن رؤية جماعة الإخوان المستقبلية في حال خسارتها للانتخابات المقبلة.

وقال المشري، إن التيار الإخواني الذي وصفه بـ”تيار الثورة” يرفض قبول النتائج الانتخابية حال فوز القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، في الانتخابات، قائلا: “سنمنع حدوث ذلك بالقوة”.

كما أكد المشري، على عدم قبول جماعة الإخوان نتائج الانتخابات في حال فوز المشير خليفة حفتر، قائلاً: “إذا فاز فلن نطبق حكمه في المنطقة الغربية”.

وهو ما يكشف عن تخطيط جماعة الإخوان لتحريك الميليشيات الموالية في خسارتها للانتخابات للقيام بحرب عسكرية مثلما فعلت إبان الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2014 واطلقت وقتها عملية “فجر ليبيا” الإجرامية.