تركيا تشعل الغرب الليبي..  هل يتحول إلى مُصدر للمتطرفين في إفريقيا؟

0
236
أردوغان _ داعش
أردوغان _ داعش

حولت الميليشيات المسلحة، مدن غرب ليبيا إلى معسكرات تضم آلاف الخارجين عن القانون، فسيطروا بشكل كامل على مفاصل تلك الأنحاء، وباتت لهم الكلمة العليا، وساعدهم في ذلك الانهيار الأمني الكامل وعدم وجود قوة حقيقية تردعهم أو تتصدى لهم، وبين كل هؤلاء يتواجد من هم يبحثون عن أكثر من سيطرة.

ليبيا التي ظلت آمنة لعقود، أصبحت مأوى للمتطرفين دينياً، بعدما وجدوا في تلك البيئة الخالية من الأمن، فرصة مناسبة للترعرع والانتشار ونشر أفكارهم واستقطاب أعداد كبيرة ممن ينخدعون بالخطابات الوهمية باسم الدين، وعلى مدار عقد كامل، استخدمتهم تركيا وحلفاءها في ليبيا كحكومة السراج، في قتال الليبيين مُستغلين رغبتهم في نشر الفوضى، خاصة بعد أن دحرهم الجيش الوطني الليبي وقطع دابرهم عن شرق البلاد.

رغبة أردوغان في استمرار وضع ليبيا بشكل مُفتت ومُنهار، دفعته لإرسال آلاف المرتزقة القادمين من دول عدة، وخاصة من مناطق الصراعات في سوريا، وعدد هائل من هؤلاء، جاء بخلفيات دينية شديدة التطرف، خاصة وأن معظمهم من بقايا داعش وعدد من الحركات الإرهابية التي سيطرت على مناطق عديدة في سوريا خلال السنوات الماضية.

ومع تغير الظروف الحالية في ليبيا، وبعد أن وجهت تونس أيضاً ضربة قاضية لجماعة الإخوان على أرضها، ضاق الخناق على هؤلاء، وكان لزاماً عليهم الفرار لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد وتحقيق أكثر من هدف، الأول هو أن الدائرة ضاقت عليهم وأن نهايتهم أوشكت مع اقتراب الانتخابات الليبية بنهاية العام الجاري، وثاني الأهداف هو تدعيم صفوف الجماعات المتطرفة في غرب إفريقيا.

معهد الدراسات الأمنية الإفريقي، أطلق دراسة خَطيرة عن وضع تلك الجماعات المتطرفة في غرب إفريقيا، وربط ذلك بالمتطرفين الفارين من ليبيا، ودعا المعهد في تقريره الدول الإفريقية إلى التحرك بشكل سريع لوقف إعادة هيكلة تنظيم “ولاية غرب أفريقيا” التابع لتنظيم داعش في منطقة حوض بحيرة تشاد.

ولفت التقرير إلى أنه في حال عدم الإقدام على تلك الخطوة فإن خطط التنظيم الإرهابي للتوسع في المنطقة ستعرض حياة ملايين الأفارقة للخطر.

كما أكد المعهد في تقريره، أن بعض هؤلاء المقاتلين غادروا التنظيم بين عامي 2016 و2018 ، وفروا إلى ليبيا والسودان، وكان العامل الدافع وراء ذلك هو قيادة ولاية غرب أفريقيا، ولا سيما وحشية القائد العسكري السابق مصطفى كريمما.

كان بعض الهاربين غير راضين عن انقسام بوكو حرام في عام 2016 الذي أدى إلى إنشاء “ولاية غرب أفريقيا”، بينما أراد آخرون الانضمام إلى “داعش” في ليبيا.

وأكد التقرير أن ما يقرب من 130 مقاتل سابق أو أكثر عادوا إلى “ولاية غرب أفريقيا”، بعد عودتهم من ليبيا على ثلاث دفعات بين أبريل ويونيو، وتوقع المعهد أن يكون هناك 70 آخرين على الأقل، على الرغم من أنه ليس من الواضح متى سيكون ذلك.

وكشف التقرير عن أن المقاتلين يستخدمون طريق “ليبيا-الجزائر-مالي-النيجر-نيجيريا”، الذي يفضله تنظيم “داعش” وتنظيم “ولاية غرب أفريقيا”، بدلاً من الممر المباشر بين ليبيا والنيجر ونيجيريا، حيث إنه ومع امتداد هذا الممر الطويل للصحراء، فإنه يكون أكثر صعوبة، مع ورود تقارير متكررة عن أفراد من التنظيمين يموتون من الجوع والعطش، كما يستخدم تجار البشر هذا الطريق، وكذلك يتم إجراء عمليات تفتيش أمنية أكثر صرامة.

وقال المعهد، إن تنظيم داعش، يستخدم فرعه المحلي، لتعزيز أجندته التوسعية التي بدأت حتى قبل هزيمته في العراق وسوريا، وتُظهر أبحاث معهد الدراسات الأمنية أن داعش أمر بإزاحة زعيم جماعة الجهاد أبو بكر شيكاو في مايو؛ لفتح الطريق أمام التنظيمات الموالية له في غرب أفريقيا.