لابد من ليبيا وإن طال النضال.. ذكرى رحيل عبد السلام المسماري

0
633
عبد السلام المسماري

تمر اليوم الذكرى الثامنة لرحيل المحامي الليبي والناشط الحقوقي، عبد السلام المسماري، الذي اغتالته الميليشيات المتطرفة في ليبيا، بعد مطالبته ببناء الدولة المدنية ومعارضته لهيمنة جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة على السلطة في ليبيا ومحاربته للفساد.

واغتيل عبد السلام المسماري، الذي ولد في بنغازي العام 1959، وتخرج في كلية القانون بجامعة قاريونس العام 1989، وامتهن المحاماة، بإطلاق الرصاص عليه عقب خروجه من صلاة يوم جمعة أمام مسجد «بوغولة» في حي البركة في بنغازي في شهر رمضان يوم 26/7/2013.

ويعد عبد السلام المسماري، من الشخصيات الأولى التي وقفت في المظاهرات المناوئة لحكم العقيد معمر القذافي في 15 فبراير 2011، إضافة لكونه المنسق العام لائتلاف ثورة 17 فبراير الذي لعب دوراً في بداية هذه الثورة.

كما عرف بتطلعاته ودعواته لبناء دولة مدنية ديمقراطية ودعم حقوق وحريات الإنسان، كما عرف بمعارضته لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على السلطة في البلاد بعد ثورة 17 فبراير 2011.

وبرز المسماري بعد الثورة، من خلال تنظيم تظاهرات ومسيرات عدة، بدأت منددةً بعمليات الانتقام من المناصرين لنظام القذافي بعد انتصار الثورة، ومن ثم نظّم مسيرات احتجاجية ضد سيطرة تيار الإسلام السياسي على المجلس الوطني الانتقالي، أول جسم تشريعي بعد الثورة.

وبعد سلسلة الاغتيالات التي طالت منتسبي الجيش والشرطة والهيئات القضائية والناشطين في بنغازي بداية من عام 2012، وقف المسماري في وجهها ونظم مسيرات منددة بها واتهم في لقاءات تلفزيونية عدة التنظيمات الإسلامية الناشطة في المدينة (داعش والقاعدة وجماعة الإخوان المسلمين) بتدبير عمليات القتل الممنهجة لخلق حالة من الفراغ الأمني والسيطرة لاحقاً على المدينة.

كما اشتهر بجملته “لا بد من ليبيا وإن طال النضال” التي أعاد مدونون ليبيون نشرها مع صورته في ذكرى رحيله كتكريم للرجل الذي بات أيقونة ورمزاً لكثيرين من المناضلين الليبيين المدافعين عن الحقوق والحريات.

كان المسماري في آخر أيامه، يعلم أن هناك من يسعى إلى قتله وإسكات صوته، وكتب ذلك في منشور شهير له في صفحته على موقع فيسبوك قال فيه “لمن يهددون باستخدام العنف ضدنا أو القتل او التغييب بسبب مواقفنا الوطنية، نقول لكم سنهزمكم بنضالنا السلمي، أقوى سلاح بيد الشعوب، فخلال انشغالكم بالصراع على السلطة ونهب أموال ليبيا، نجحنا في تغذية وعي الشعب بالأفكار والحقائق التي بلورت ولادة تيار شعبي واسع يرفضكم، ويدرك تجاوزاتكم والضرر الذي ألحقتموه بالوطن”.