مقال رأي | علي التكبالي: الإخوان نموذج الخداع والقفز على المناصب

0
181
علي التكبالي - عضو مجلس النواب الليبي
علي التكبالي - عضو مجلس النواب الليبي

 

 

“القرآن كتبه يهودي ناصري! “

“محمد لا وجود له في التاريخ!”

“عبدالله توفى قبل ولادة محمد بأربع سنين!”

“القرآن ملئ بالأغلاط التاريخية!”

هذه نماذج من السموم التي يدسها أعداء الإسلام في شبكة التواصل الإجتماعي يستهدفون بها أجيالا نسيت لغتها وتخلت عن ذاكرتها، واستسلمت لكل مايأتي من خارج محيطها.

فبعد أن قرع مفكرو الغرب أجراس الخوف، وبثوا التحذيرات من طغيان الدين الإسلامي على كل القارات.

وبعد ان تكلم “فوكوياما” “وهنتنجتون” وأتباعهم المبهورون بلغطهم عن خرافة نهاية التاريخ، وصراع الحضارات، واعتبارهم للإسلام كآخر المعوقات، بدأت الدوائر الخاصة في أوكار المخابرات الأجنبية والماسونية توجه للإسلام الضربات القوية اللاقانونية.

ضربات تحت الحزام يقوم بتسديدها خبثاء متمرسون، وأبناء خائنون.

فكان “الإسلاموفوبيا” والتطرف، والحركات الدينية والتفجيرات الوهمية. وكان لا بد من أن يرافق هذا الدس محاضرات “علمية” ونشرات “تثقيفية” تدعي البحث الجريء، والغرض البريء. فانهمرت علينا قصص ومقالات سخية، وبحوث واكتشافات “تاريخية”، وكأن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد في البرية الذي يحتاج للدراسة التحليلية.

وأخطر هذه الحبكات تلك التي تدعي أنها لا تتبع إلا القرآن، فتشكك في كل مصادر السنة، وتبتدع تفسيرات غريبة لمعنى اللغة.  وإذ نقر بأن التراث الإسلامي قد عانى من التلفيق والتدليس، وانه يحتاج إلى الغربلة، إلا أننا لا نصدق أن الصحابة كانوا وهميين، وأن محمدا الحقيقي ليس محمدا الذي عرفناه، وان الأمويين كانوا نصارى، وأن  العباسيين هم من أورثونا هذا الدين.

في خضم هذا النشاط العدائي المتزايد يركد نهر العطاء العربي ويصبح مستنقعا آسنا يفرخ ضفادع ميتة وأعشابا لاسعة، تعين العدو بطريقة مريبة، وجهالة عجيبة.

ولو تمعنت في الحركات “الإسلامية” الحديثة لفهمت الخلط في محتواها الهجين، ومنشئيها المشبوهين،  وتلاعبها باللغة والعقيدة والهدف والمضمون.

أعرف أن موضوعا كالذي أخوض فيه  يحتاح إلى كثير من التحقيق، والدراية والتحليل والتدقيق، غير انني مررت فوق خطوطه العريضة، لأفضح النفوس المريضة، وأصب الماء البارد فوق رؤوس الغافلين والنائمين والجاهلين بما يخطط لهم لعلهم يستفيقوا من خذرهم،  ويسألوا دليلهم،  ويفطنوا إلى ممشى دربهم.

الحركات الإسلامية الحديثة التي اعتمدت العنف،  وتلك التي إعتمدت اللين الظاهر كلها انبثقت من فقاعة الإخوان المسلمين،  ومن مبدأ الخلافة الإسلامية الذي خذروا به المسلم البسيط لعدة قرون،  وجعلوه هدفا أسمى تصبو له القلوب والعيون، بدل رفع المعاناة عن الإنسان المسكين، وإخراجه من مستنقع الجهل والفقر والتخلف المهين، وما هو إلا غاية خفية لهدم كل بناء حصين، وكسر ركب كل من يسعى للحاق بركب الحياة الثمين.

 ولتضييق الدائرة كي تعم الفائدة سأشير إلى إخوان ليبيا فهم النموذج الأفضل للخداع والبرغماثية الفائقة، وتحريف الإرادة الجامعة، والقفز على المناصب، وحرمان الشعب، وتوجيهه نحو دروب شائكة.

علي أن أقول أني لا أعني صغار الإخوان التبع الذين يظنون أنهم يحيون دين الله من المنبع، ولو اني ألومهم لعدم إعمال عقلهم، وتدبر فكرهم، وسبر أغوار من يقودهم. ولكنني لا أحجم من وضع إصبعي في عيون كبارهم الذين يتلقون أوامرهم من المرشد الأسمى خارج ديارهم.

بعد أن تكلمت عن الهجوم المنظم الذي يعانيه الإسلام المعلم، والدعاية المغرضة ضد الرسول الكريم والقرآن العظيم، ألا يحق لي أن أسأل أين “البعوض الإلكتروني” الذي يوجهه الإخوان ضد كل من يضعهم في الميزان، وينتقدهم، وينافسهم، ويفضح منهاجهم.

لماذا يئز بعوضهم، ويطن ذبابهم حول فضائح شخصية، وآراء مدنية. بل لماذا يشوهون الجيش والشرطة، ويرفضون قيام الدولة، ويحتكرون الثروة، ويستميتون في الحصول على  رزق الدولة؟

أختم تساؤلاتي بسؤال أخير يحتاج إلى قدح الفكر والتدبير.  هل الإخوان كما قال عدد من المفكرين فرعا من الماسونية؟