أعلن حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا عن فوز عماد البناني برئاسته خلفاً لرئيسه السابق محمد صوان، في خطوة فسرها مراقبون بأنها محاولة جديدة من الجماعة لخداع الشعب الليبي تماشيا مع تطورات المشهد والاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وكانت جماعة الإخوان حاولت أن تعرقل إجراء الانتخابات الرئاسية المباشرة من الشعب الليبي بكل الطرق، عبر ممثليها في ملتقى الحوار، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة من قبل الشعب الليبي تجاه نوايا الجماعة الهادفة لحرمانه من حقه في اختيار من يمثله.
وتعيش الجماعة حالة من الارتباك بداخلها، بين التحرك نحو عرقلة الانتخابات، أو رفع راية الاستسلام تجاه ما تم الاتفاق عليه في ملتقى الحوار في نوفمبر الماضي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية عن طريق التصويت المباشر.
لكن بين هذا وذاك، فإن محاولات الجماعة خداع الشعب مستمرة عبر مشاهد أصبحت متكررة، سئم منها الليبيون من التلون والخداع.
وقبل أن تغيير الجماعة رئيسها بنحو شهر، كانت اتخذت خطوة مشابهة نحو إعلان الجماعة تحويل اسمها ونشاطها إلى جمعية تحت اسم “الإحياء والتجديد” في مناورة جديدة لجمع شتاتها والهروب من أزماتها التي تسببت فيها ممارسات قاداتها، والعودة إلى الواجهة بشكل جديد للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وعمدت جماعة الإخوان في ليبيا خلال الأيام الأخيرة، على عقد حزبها مؤتمره العام الاستثنائي في العاصمة طرابلس بهدف مناقشة وتغيير سياسات ورؤية الحزب في المرحلة المقبلة.
وفي الفترة الأخيرة ساد سخط عام من رئيس حزب العدالة والبناء الإخواني محمد صوان الذي ترددت تسريبات له من وقت لآخر، حول نوايا الحزب وتحركاته لإفساد المشهد السياسي.
وتحاول جماعة الإخوان في ليبيا، تغيير اسمها ووجوه مؤسسيها القدامى، وإعادة تنظيم صفوفها، بعد ما تسببت ممارساتها في الفترة الأخيرة إلى خفض شعبيتها بشكل كبير في الشارع الليبي، لا سيما بعد تحالفها مع الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا لتحقيق أهداف سياسية، وترحيبها بالتدخل العسكري التركي في ليبيا.
وتخشى جماعة الإخوان من تكرار مشهد سقوطها المدوي الذي حدث في انتخابات مجلس النواب الليبي منذ 4 سنوات، وهو السقوط الذي قضى على أحلامها في الهيمنة على ثروات ومقدرات أبناء الشعب الليبي.
كما تحاول جماعة الإخوان تعويض خسائرها التي تلقتها مؤخراً، بعد ما تعرضت لعدة ضربات منها تقديم عدد من أعضائها في ليبيا لاستقالات جماعية وإعلانهم إغلاق مكتب الجماعة بمنطقة الزاوية اعتراضًا على ما تتعرض له البلاد، وتلقيها تهديدات من عناصرها في مصراتة بالانسحاب أيضاً اعتراضاً على سياسة قادة الجماعة.