هكذا استفزت زيارة آكار الليبيين.. مطالبات برحيل القوات التركية والمرتزقة

0
356
تركيا _ أردوغان
تركيا _ أردوغان

أثارت زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا حالة غضب واسعة في الشارع الليبي، كونه وصل إلى قاعدة معيتيقة دون علم سلطات حكومة الوحدة الوطنية، والذي جاء على متن رحلة مجهولة قادماً من صقلية.
الجنود الأتراك المتواجدون في ليبيا كانوا على عم بزيارة آكار، حيث طلبوا من الحراس الليبيين في قاعدة معيتيقة ألا يتواجدوا بمكان هبوط الطائرة.


وتوجه وزير الدفاع ورئيس المخابرات التركيين فور وصولهما لمقر قيادة القوات التركية المتمركزة غرب قاعدة معيتيقة الجوية بطرابلس، الأمر الذي أحدث ضجة واسعة، كون تركيا تتعامل مع طرابلس، كأنها أحد البلديات التركية.


واليوم، أثناء الجلسة العامة لمجلس النواب الليبي، لمناقشة الميزانية، استنكر النائب مصباح دومة، زيارة وزير الدفاع التركي، قائلاً: حقيقة كان أمر مهين جداً، من السيد الوزير إذا كان قادم في زيارة خاصة كان يجب عليها عدم التصوير، لكن إهانة الليبيين بنزوله وتصويره واستقباله من ضباط أتراك الأمر هذا مهين.


وأضاف: “وتقول ما عندنا جنود يقاتلوا الطليان ولا الأتراك، نتمنى أن الموضوع هذا يتم إيجاد له ويستدعى المجلس الرئاسي الذي يعتبر نفسه القائد الأعلى وفق اتفاق تونس للمسائلة.. الاتفاقيات التركية المعروضة الآن على الطاولة”.


وتزايد الخلاف في الشارع الليبي حول أسباب الزيارة والسماح بها، حيث دعا ليبيبون إلى ضرورة إخراج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية من غرب ليبيا، باعتبار ليبيا دولة ذات سيادة، وهو أمر كان له تداعيات في العلاقة بين الحكومة الليبية والمجلس الرئاسي؛ حيث انقسم أعضاؤهما حول تقييم ما إن كانت الزيارة انتهاكا للسيادة الليبية.


ووفق تقارير ومصادر ليبية، رفض بعض المسؤولين الطريقة التي تمت بها الزيارة، كون أن الوفد التركي، وزَّع على الحكومة الليبية والمجلس الرئاسي جدول الزيارة واللقاءات، وشدد على تنفيذها.


وتصدر أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والموالين لتركيا تيار الترحيب بالوفد التركي والذي ضم بعد زيارة آكار وزير الخارجية التركية والمتحدث باسم الرئاسة، مدعيين أن تركيا لها الحق في التواجد في ليبيا بموجب اتفاقيات رسمية، مدّعين أن أن الحكومة كانت على علم بذلك.


ولم تعلق الحكومة الليبية على مدى علمها زيارة خلوصي آكار، ولم تنفي أيضاً، وهو أمر يؤكد الشكوك حول عدم علمها، وبما يؤكد عدم قدرتها على الحفاظ على السيادة الليبية.


وادعت تركيا أن الزيارة تهدف لتوسيع التعاون مع ليبيا وطمأنة الليبيين بأن أنقرة ستكون أكبر الداعمين لها، غير أن دلالة التوقيت لها رأي أخر، كون الزيارة تأتي قبل أيام من مؤتمر برلين 2، في 23 يونيو، وهي أن تركيا تبعث بها رسائل خاصة إلى الأطراف الدولية المعارضة لوجودها في ليبيا.


وتؤكد التحركات التركية وصمت رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، أن أنقرة تتعامل مع غرب ليبيا، وكأنه تحت الاحتلال، وهو ما يعطل جهود الحل السلمي للأزمة الليبية.


وتزايد الدعوات الليبية بضرورة إخراج المرتزقة السوريين والقوات التركية بالتزامن مع زيارة آكار، وهو ما تعنتت ضده أنقرة، حيث علق سفيرها في باريس على أونانير، قائلاً إن الليبيين وحدهم سواء الحكومة الحالية أو الحكومة المستقبلية الناتجة، كما يأمل عن انتخابات ديسمبر، من لهم قرار استمرار التعاون مع الجنود الأتراك أو رحيلهم في إطار الاتفاق العسكري الثنائي المبرم في 2019.


وزعم سفير أنقرة في باريس، أن تركيا تشجع انسحاب جميع المرتزقة وجميع المقاتلين الأجانب الذين قدموا بشكل غير قانوني إلى ليبيا، بغض النظر عن قوات بلاده المتواجدة في غرب ليبيا بموجب اتفاقية غير شرعية أبرمت بين رجب أردوغان وفايز السراج.