لماذ أغضب العرض العسكري للجيش الليبي أعداء “الكرامة”؟

0
381
الجيش الوطني الليبي
الجيش الوطني الليبي

عرض مَهيب راقبه العالم عن كثب، لجيش ليبيا الوطني، ضم أبناء الوطن ممن كافحوا الإرهاب الأسود على مدار عقد كامل، بعدما سيطر المتطرفون على مدن ليبيا ونشروا فيها الفساد باسم الدين، فهَبت رياح القوات المسلحة لتُطهر أرض ليبيا من دنس التطرف، لتستعيد أرض الشهداء والمجاهدين كرامتها، في حرب سُميت على اسم هدفها “الكرامة“.

الآلاف من جنود ليبيا الأوفياء، تركوا كل شئ ووضعوا نصب أعينهم تحرير وطنهم من سيطرة الميليشيات والمتطرفين وأنصار الجماعات الضالة، فحاربوا في كل الجبهات حتى مَنحهم الله النصر المبين، فحرروا شرق ليبيا وجنوبها، واحتفلوا بنصرهم على مرأى ومسمع من العالم، في عرض أرهب أعداء الجيش، وأعداء الكرامة، ودب الرعب في قلوبهم الضعيفة.

ظهر قادة الأفرع والأسلحة ورؤساء الأركان في مَشهد مهيب ومُشرف، ليقولون في صمتهم أن ليبيا مازالت قوية برجالها ممن أبوا أن تقع فريسة بأيادي هؤلاء، فأحيوا ذكرى حرب الكرامة، ليُذَكروا به كل ليبي حر رفض سيطرة التطرف والإرهاب عليه وعلى ذويه ووطنه، فكان يوماً من أيام ليبيا القوية التي عانت لسنوات.

بالتأكيد وفي الوقت نفسه، كان هذا العرض وذلك اليوم مؤلماً على نفوس من باعوا وطنهم وسلموا أنفسهم إلى غيرهم، وفتحوا أبواب وطنهم للمحتل بل وتلذذوا بسيطرة المحتل عليهم، فكان من الطبيعي أن يكون إحياء ذكرى دحر وإذلال الخونة هو يوماً قاسياً على قلوبهم، ومن الطبيعي أن يشنون عليه الهجوم بمببرات واهية لا يصدقها حتى طفل صغير شهد عظمة جيوش بلاده.

وفي الوقت الذي انتقد فيه هؤلاء العرض العسكري المهيب للقوات المسلحة الليبية في ذكرى يوم الكرامة، احتفوا بوجود الأتراك على أراضي أجدادهم، بل ورحبوا باستمرار تواجدهم وهاجموا كل من حاول وطالب أن يخرجهم من البلاد، ليسجلوا بذلك الخيانة الأسوأ في التاريخ، وليكونوا عبرة للأجيال القادمة وقصص يتداولها أبناء ليبيا في المستقبل عن نماذج خانت وطنها دون خجل.

فبمجرد أن طالبت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية بإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها، شن هؤلاء عليها هجوماً غير عادياً، بل أن بعضهم قال لها أن وجود هؤلاء أفضل من وجود جنود الجيش الليبي في ليبيا، ونعتها البعض منهم بالخيانة لمجرد أنها طالب الخونة بالتخلي عن خيانتهم والنظر ولو قليلاً بعين الوطنية.