بينما تتوشح ليبيا بالسواد في خريطة نشرها موقع مراسلون بلا حدود للدول التي تواجه عراقيل جمة في معايير حرية الصحافة، حل البلد المنهك من الحروب في الترتيب الخامس والستين بعد المائة. وليزيد الطين بلة تم منع دخول عدد من الصحفيين من قبل حكومة الوحدة الوطنية في حدث ”إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة.“
وأشار تقرير مراسلون بلا حدود أن ليبيا أصبحت بؤرة سوداء حقيقية على المستوى الإعلامي ولم يعد من السهل على الصحفيين تغطية ما يقع في البلاد بسبب سيطرة المليشيات والفوضى العارمة، واصفا إياها ”بالطامة الكبرى.“
في أحد الفنادق الفاخرة في العاصمة الليبية طرابلس ,وفي أمسية غنائية اختير فيها الضيوف بعناية لحضور الأمسية التي رعاها المكتب الإعلامي لحكومة عبدالحميد الدبيبة , تم منع الصحفيين من الدخول بحجة عدم حملهم ”بطاقة دعوة خاصة“ أرسلت من قبل السيد الدبيبة لضيوفه.
تخللت الأمسية فقرات غنائية في أجواء تسودها الرومانسية، كما قُدمت جائزتان من قبل رئيس الحكومة لعدد اثنين من الصحفيين دون الإعلان عن المرشحين أو معايير الجائزة بحسب المتعارف عليه.
يقول أحدُ الصحفيين الذين تم منعهم في بث مباشر على صفحته على فيسبوك، إن اسمه لم يكن موجودا في قائمة الحضور ”حتى الصحافة أصبحت لحمد واحميدة“ في إشارة منه إلى التفضيل في أسماء المدعوين.
وفضلت صحيفة الشاهد أن تحجب أسماء الصحفيين في المقال حفاظا على سلامتهم.
بينما وصف صحفي آخر حادثة منعه من الدخول قائلا: إن الصحافة في ليبيا ” تعسف وتجاهل للصحفيين الذين قدموا أنفسهم و أرواحهم فداء للوطن“ على حد تعبيره.
وبالرغم من إرسال دعوة عن طريق مكتب إعلام الحكومة عبر تطبيق الواتسب، إلا أن عددا من الصحفيين والإعلاميين تفاجؤوا أثناء وصولهم عند باب الصالة للحفل بمنعهم من الدخول والسماح فقط لمن يحملون البطاقات الخاصة. حيث كان من بين الحضور شخصياتٌ عامة لا تربطها صلة بالصحافة والإعلام.
واتضح بعد اتصالات أجراها بعضُ الصحفيين أن الغرض من الرسالة هو أن يتم نشر الخبر على المواقع الإعلامية التي يعمل لديها من وصلت لهم الرسالة دون الحضور والاكتفاء بالبث المباشر عن طريق قناة خاصة.
وماهي إلا دقائق من منعهم حتى نشر العديدُ من الصحفيين على منصات التواصل الاجتماعي معبرين عن غضبهم لما حدث مستنكرين هذه التصرفات من قبل مكتب إعلام الحكومة.
وقال صحفي يعمل لصالح وكالة دولية لصحيفة الشاهد، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، ” أمر متوقع في بلد يصنف في أواخر الترتيبات في حرية الصحافة أن يتم منع الصحفيين من حضور حدث عالمي يخصهم. ولكن ما الداعي أن تقوم الحكومة بهدر كل هذه الأموال على حفلة يحضرها غير أهل الصحافة , أو بالأحرى ممن يجيدون لغة المحاباة وعين الرضا لرئيس الحكومة.“
وقال: ”ما حدث كارثي ويعطي مؤشرا مقلقا بأن مدة عمل الحكومة إلى شهر ديسمبر الموعد المحدد للانتخابات ستكون مفخخة وبيئة غير ملائمة تؤذي العمل الصحفي والإعلامي.“
وأشار أكاديمي في الصحافة والإعلام في جامعة طرابلس أن ”الانتخابات القادمة سلاحها الإعلام وقد أعلنت الحرب متأخرة . أيديولوجيات , مال سياسي فاسد، قبلية، سلطات حكومية.“
بينما يرى صحفي آخر أن الصحافة الليبية ”لا قيمة لها ولا مقام. تحتفل الحكومة في فندق فخم باسم الصحفيين الليبيين وهم منها براء“.
وأثناء الحدث الذي نقل بشكل حصري عبر قناة فبراير, المدافعة عن الجماعات الإسلامية , ويملكها السيد وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية , قدم رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة وعودا ”بحماية الصحفيين وتقديم كافة الدعم لهم.“
تتمتع قناة فبراير الخاصة عن طريق صلاحيات مالكها وليد اللافي بالتغطيات الحصرية لكافة نشاطات الحكومة داخل مبنى الحكومة. ولا تقدم لقنوات الدولة مثل الوطنية والرسمية الدعم الكافي لتكون صوت الحكومة.
في شهر فبراير الماضي عندما زار وفد مصري رفيع المستوى العاصمة طرابلس تم ترك الصحفيين ينتظرون لأكثر من خمس ساعات داخل مبنى الحكومة في طريق السكة، دون أن يتواصل معهم مكتب إعلام الحكومة، حيث تم إعطاء حصرية النقل المباشر للمفاوضات مع الوفد المصري لقناة فبراير في قاعة الاجتماعات ما تسبب في غضب واستهجان الصحفيين لتلك الحادثة.
خلال الأمسية الغنائية , وجه الدبيبة للأجهزة الأمنية التي تسيطر على أغلب مؤسسات الدولة عددا من التوصيات للحفاظ على العمل الصحفي منها ”الالتزام بحماية الصحفيين من المخاطر ومنع استهدافهم أو تضييق عملهم بناءً على آرائهم.“
وبعد ساعات وخلافا لتلك التوصيات من رئيس الحكومة , تم احتجاز – خالد غلام – المدير العام لقناة الوطنية _المملوكة للدولة الليبية_ من قبل مجموعة حراسات داخل القناة على خلفية انتقاده للمضايقات المتكررة من قبل محمد بعيو رئيس ما يطلق عليها المؤسسة الليبية للإعلام التي أسستها حكومة الوفاق الوطني. وبحسب مصادر مقربة من السيد غلام تم إطلاق سراحه ورجع بيته سالما.
وأعلن الدبيبة عن تشكيل ما أسماه – مؤسسة عليا – تُعنى بالصحفيين وإصدار تصريحاتهم , دون الخوض في تفاصيل أكثر، علما أن تصريحات عمل الصحفيين تشكل العائق الأكبر في آداء عملهم الميداني بسبب اتباع البروقراطية في آداء عمل الحكومة.
تدفع الصحافة في ليبيا ثمنا باهظا منذ أن سيطرت الجماعات المسلحة على كافة ربوع البلاد عقب سقوط نظام معمر القذافي ,حيث سجلت العديد من الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين . وأشار تقرير مراسلون بلا حدود أن العنف ضد الصحفيين ووسائل الإعلام يقابله إفلات تام من العقاب على الفظائع المرتكبة.
- وزير النفط الليبي يشارك في منتدى إسطنبول الأول للطاقة
- مصرف ليبيا المركزي يعلن عن الإحصائية الأخيرة لخدمات “لي باي” و”وان باي”
- ليبيا.. وزير خارجية الوحدة يشارك في منتدى حوار المتوسط بروما نهاية نوفمبر
- ليبيا.. افتتاح نقطة لتعبئة غاز الطهي للمرة الأولى في سرت قريبا
- ليبيا.. تراجع ملحوظ في درجات الحرارة خلال الساعات القادمة
- “خارجية الوحدة” تبحث تعزيز التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة
- رئيس مجلس النواب الليبي يدعو أعضاء البرلمان لجلسة رسمية الإثنين المقبل
- ليبيا.. أكثر من مليون و84 ألف شخص يسجلون بقرعة الحج
- حادث غوط الشعال.. مسلسل الفوضى في طرابلس عرض مستمر