تحدث السياسي مندوب ليبيا الأسبق لدى الأمم المتحدة، عبد الرحمن شلقم، عن الزيارة المفاجئة لوزراء إيطاليا وفرنسا وألمانيا إلى طرابلس، ولقاءهم مع وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، مشيرا إلى أن الوزراء الثلاثة شاركوا في اجتماع “بروكسل”لحلف شمال الأطلسي، بحضور وزير الخارجية الأمريكي بلينكن.
قال “شلقم” في مقال نشرته له صحيفة الشرق الأوسط، إنه لا شك أن الوزراء الثلاثة كانوا يحملون رسالة هامة إلى الحكومة الليبية الجديدة، مشيرا إلى أن القضية الليبية صارت “الومضات الحمراء” على شاشة العمل السياسي الأوروبي، والعين الأميركية تنظر إليها.
وأكد عبد الرحمن شلقم، أن لقاء الوزراء الثلاثة وزيارتهم لطرابلس، وأعقب تلك الزيارة لقاء بين وزيري خارجية إيطاليا والولايات المتحدة، يشير إلى عودة الاهتمام الأميركي بالقضية الليبية، وتفويض أوروبا سياسياً للتحرك الجماعي في ليبيا.
وأشار شلقم إلى أن رئيس مجلس الرئاسة الليبي، محمد المنفي، زار باريس، والتقى خلال الزيارة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلن عن عودة فرنسا بقوة إلى المشهد الليبي، مؤكدا على دعمه للحكومة الجديدة في المسارين الأمني والسياسي، وكذلك إعادة فتح السفارة الفرنسية بطرابلس، كما أكد على ضرورة انسحاب كل القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
وقال المسؤول الليبي: “فرنسا لها ما تتفق عليه وأيضاً ما تختلف عليه مع بعض الدول الأوروبية حول ليبيا خصوصاً إيطاليا، الاستثمار في مجال النفط والغاز حلبة تنافس بين البلدين منذ زمن قديم، ولكن إيطاليا لها وضعها الخاص، فقد كانت تعتمد على قرابة 35% من احتياجاتها في مجال الوقود من الإنتاج الليبي، وشركة إيني الإيطالية من أكبر منتجي النفط الليبي في البر والبحر، ومعها شقيقتها شركة أجيب، والأنبوب الممتد تحت البحر الذي ينقل الغاز الليبي مباشرةً إلى إيطاليا”.
وتابع: “إيطاليا أكبر المتضررين من الهجرة غير الشرعية التي تعبر البحر من ليبيا، أضف إلى ذلك الخسائر الاقتصادية الكبيرة من فقدان السوق الليبية، التي كانت من أكبر مستهلكي ما تصنعه إيطاليا من أثاث وأغذية وملابس وسيارات”.
وأكد شلقم، أن الوجود العسكري الروسي في ليبيا، كان على مائدة نقاش وزراء خارجية حلف الناتو، وأن وزير الخارجية الأميركي تحدث عنه بكثير من التفصيل.، مشيرا إلى أن منطقة شرق الأوسط الساخنة فوق مياه البحر وفي أعماقه والصراع المعلن عليها، يطفح فيه الدور التركي عضو حلف الناتو الذي يمد يده لشراء الصواريخ الروسية، رغم المعارضة الأميركية الشديدة لذلك.
وأوضح أن فرنسا تواجه تحدياً كبيراً في منطقة الساحل والصحراء، حيث نشرت قرابة خمسة آلاف جندي لمواجهة عمليات الإرهاب التي تزداد اتساعاً وعنفاً من دون توقف، مؤكدا أنه في الأيام القليلة الماضية قام تنظيم داعش بقتل قرابة مئتي مواطن في النيجر، واستعادة الأمن والاستقرار بقوة الدولة المنشودة في ليبيا سيكون عاملاً حاسماً في مواجهة التطرف في دول الساحل والصحراء، خصوصاً في دولتَي تشاد والنيجر اللتين تشاركان ليبيا في حدود طويلة ومفتوحة فيها تداخل اجتماعي واسع.