لماذا التزمت الحكومة الليبية الصمت تجاه تجاوزات الميليشيات في ككلة؟

0
361

إرث من الخراب تركته حكومة الوفاق، ينخر في مدن ليبيا ومناطقها، مُتمثل في الميليشيات المسلحة، التي احتمى فيها فائز السراج وحاشيته لسنوات طوال للاستقواء على كل من يعاديه.

ولم يتوقف بَطش الميليشيات بالشعب، طالما توفرت لديهم القوة بدون رقيب أو حسيب، وأصبح وجودهم مُعضلة ومعادلة صعبة الحل.

وبعد أن بدأت القوى المتحاربة في ليبيا في الجلوس على طاولة المفاوضات، والوصول لسلطة تَنفيذية جديدة للبلاد، تمهيداً للانخراط في عملية سياسية، إلا أن وجود الميليشيات المسلحة يهدد كل ما تم التخطيط له.

بطش الميليشيات ظهر جلياً، في الأيام القليلة الماضية، عندما نشب خلاف بين ميليشيات آمر ما يعرف بـ”جهاز دعم الاستقرار” التابع لحكومة الوفاق، عبد الغني الككلي المعروف باسم “غنيوة”، وميليشيات المعروف باسم “شنابو”، ووصل الأمر لحد الاشتباكات بينهما وتبادل إطلاق النيران بين الطرفين.

تطور الخلاف بينهما، حيث تمكن كلاهما من اختطاف شقيق الآخر، والمساومة عليهما، وبعد أن تم الاتفاق على تسليم المختطفين، تسلم “غنيوة” شقيقه، قام بقتل شقيق “شنابو”، وهو شاب يدعى محمد عبد الحكيم بيالة، لا علاقة له بالصراع الدائر بين شقيقه الأكبر وبين “غنيوة” وميليشياته.

لم ينته الأمر عند ذلك، فقد دفعت رغبة “غنيوة” للانتقام إلى البطش بالمنازل الموجودة بمنطقة ككلة، حيث بدأ بإزالة منزل أيمن الككلي، ثم امتد البطش بباقي المنازل المحيطة بمنزله في المنطقة، كما اعتقل “غنيوة” عددا من أقارب “الككلي” وصادر عددا من السيارات المملوكة له ولغيره.

في الوقت نفسه، انطلقت استغاثات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي وأرسلوا صورا لأعمال الهدف التي قامت بها “لودرات” غنيوة، مطالبين بضرورة فتح تحقيق في الأمر ومعاقبة المسؤولين عن تلك المهزلة على حد وصفهم.