الصين تتعامل بحذر شديد مع الأزمة الليبية.. لهذه الأسباب

0
485

تتعامل جمهورية الصين الشعبية، بحذر تجاه الأزمة الليبية، منتظرة نتائج العملية السياسية والتطورات القائمة فيها، وأخرها تشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة. 

وتناول تقرير، أعدته مجلة “ذا ديبلومات” الدولية عن مستقبل الآمال الصينية المعقودة على ليبيا، بعد التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة في البلاد.

وأشار التقرير، إلى أن رد الصين على التطورات الأخيرة كان حذرًا وإيجابيًا في ذات الوقت، إلا أنه لا يؤكد أن العلاقات مع ليبيا ستتغير بشكل جوهري، مبينًا أن بكين ستبقى مراقبة من بعيد بانتظار نتيجة أكثر تحديدًا فيما يتعلق بالتسوية السياسية النهائية والسلام.

ولفت التقرير، إلى أن تحقيق تسوية سياسية في ليبيا، سيقود إلى تشكل وجود صيني أكثر نشاطًا.

ونقلت المجلة الدولية، عن باحث بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي الدولية للدراسات، فان هونغدا، قوله: إن خطوة الانتخابات في ليبيا جديرة بالثناء، إلا أن الحكومة الجديدة ستواجه تحديات كبيرة لتجسّر الانقسامات داخل ليبيا وتقليل التدخل الأجنبي.

ووفق مختصصين في الشؤون الليبية في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، فإنه من غير المرجح أن تغير الصين مسارها عن استراتيجية التحوط الحالية؛ لأن الصينيين داعمين لرئاسي الوفاق، ومشاركين في عقود إعادة الإعمار معه.

وتسعى الصين، إلى عدم الانحياز الاستراتيجي في ليبيا، وهو الدور الذي لعبته خلال معظم العقد الماضي. 

ويقول المختص في شؤون ليبيا، جليل حرشاوي: “طالما أنها فوضى، فهذا يعني أن الصين لم تنحَز إلى أي طرف، لقد بقيت خارج الصراع لتكون كل الخيارات مفتوحة أمامها”.

وتابع: “ظلت الصين على علاقة ودية مع رئاسي الوفاق، لكنها تحدثت أيضًا إلى الحكومة المؤقتة، على الرغم من أنها كانت تعلم أنها لا تسيطر على الاحتياطات الأجنبية والمصرف المركزي الرئيس، فالتحوط الصيني مرئي على المستوى الدولي أيضًا”.

واستطرد: في حين يرى الغرب روسيا وتركيا في مواجهة مع بعضهما البعض في ليبيا، من وجهة نظر الصين أن البلدين مناهضان لليبرالية وتم ازدراؤهما من قبل الغرب، ولديهما قواسم مشتركة، بما في ذلك دعمهما للشخصيات الاستبدادية في ليبيا.

وأشار حرشاوي إلى أن عملية التحوط الصينية تساعد في هدم الأهمية النسبية للدولة في تفكير بكين، فعلى الرغم من وجود مصالح تجارية صينية مهمة في ليبيا قبل العام 2011، أدت أحداث ذلك العام إلى هجرة جماعية لكل من رأس المال والعمالة وتقلصت مكانة البلاد في الاقتصاد العالمي، وتم تهميشها عن الصين.

وبين حرشاوي أن تراجع الصراع في ليبيا سيؤدي إلى تحسين الأمور بالنسبة للصين، ولكن تأجيجه يعني انسحابها، في حين بروز نهاية الحرب يعني الاستفادة من المشاريع الجديدة التي ستطلقها الحكومة الليبية، ومنها منطقة التجارة الحرة الكبيرة في سرت، فالشركات الصينية لن تتفرج وستسعى لنيل جزء من الكعكة.

من جهته قال الباحث في الشؤون السياسية بجامعة أكسفورد، صمويل راماني: إن ليبيا من المرجح أن تظل مصدر قلق ثانوي للصين التي تركز مصالحها في إعادة الإعمار بشكل أقل في ليبيا، مُقرًّا بإمكانية تدخل صيني أكبر إذا كانت الظروف مناسبة.