10 سنوات من الفشل.. ماذا قدم المبعوثون الأمميون إلى ليبيا منذ فبراير 2011؟

0
644

توافد على ليبيا 7 مبعوثين أمميين، منذ إسقاط نظام معمر القذافي في عام 2011، في محاولات متتالية لإيجاد حل يخرج البلاد من حالة الاقتتال والانقسام والوصول إلى تسوية عادلة تسهم في إعادة الاستقرار إلى البلد الغني بالنفط، وتعيد ترتيب الأمور.

ظل المبعوثون الأمميون في مناصبهم شهوراً وسنوات إلا أنهم فشلوا جمعياً في حل الأزمة الليبية ووصلوا في النهاية إلى طريق مسدود.

وعقب اندلاع أحداث 17 فبراير 2011 عينت الأمم المتحدة وزير الخارجية الأردني الأسبق عبد الإله الخطيب، في أبريل 2011، مبعوثاً لدى ليبيا لإجراء مشاورات عاجلة، لكنه لم يبق في مهمته أكثر من أربعة أشهر، وغادر قبل انتهاء الحرب.

وفي سبتمبر من نفس العام، عين الدبلوماسي البريطاني إيان مارتن رئيساً للبعثة الأممية لدى ليبيا، إلا أنه غادر بعد أقل من عام على تكليفه في أكتوبر 2012.

وفشل مارتن، الذي كان ضمن القوى المؤيدة للمجلس الانتقالي وكانت اتصالاته مقتصرة عليه، على اعتبار أنه نال في تلك الفترة الشرعية الدولية، لإعادة بناء الشرطة والمؤسسات الرسمية التي انهارت جراء أحداث 17 فبراير.

وتولى السياسي والأكاديمي ووزير الإعلام اللبناني الأسبق، طارق متري، المهمة في ليبيا في أغسطس 2012، واستمرت ولايته قرابة سنتين، أجرى خلالهما مباحثات مكثفة مع جميع الأطراف في البلاد، ودعا إلى الحوار بينهم، لكن الفوضى الأمنية والحروب المتتالية التي اندلعت في طرابلس وبنغازي لم تمهله الفرصة لكي ينجح.

وخلال فترة تولي متري للمهمة، دخلت البلاد في دوامة خطيرة من العنف زادها تعقيداً صعود التيارات الجهادية لصدارة المشهد.

وتسلم الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون مهمته الأممية في أغسطس 2014، وساهم في جمع غالبية الأطراف السياسية في البلاد لتوقيع الاتفاق السياسي في منتجع الصخيرات بالمغرب، في نوفمبر 2015.

غادر ليون، منصبه تاركاً وراءه حالة من الغضب بسبب ما وصف بالتقسيمات التي أحدثها اتفاق الصخيرات، الذي فرض على الليبيين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

في نوفمبر عام 2015، كلف الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر، بمهمة المبعوث الأممي في ليبيا، وعلى الرغم من تجاربه السابقة في العراق وأفغانستان والكونغو الديمقراطية، إلا أنه فشل في إحداث أي تقدم بسبب الانقسامات والخلافات التي أحدثها اتفاق الصخيرات.

وفي يونيو 2017، كلف السياسي اللبناني غسان سلامة بالمهمة، ونجح في إجراء تعديلات على اتفاق الصخيرات، لكن الفوضى الأمنية، عطلت خطته الأممية لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية في البلاد، قبل أن يستقيل من في مارس 2020.

وفي مارس 2020، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تعيين الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني وليامز ممثلة للأمم المتحدة بالوكالة ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

واستطاعت تحقيق تقدم واضح خلال الفترة التي تولت فيها المهمة، والذي تمثل في توقيع الفرقاء الليبيين على اتفاق لوقف إطلاق النار، وتشكيل ملتقى الحوار الليبي، الذي توصل إلى عدة اتفاقيات منها تحديد موعد الانتخابات، والذي اختار مؤخراً سلطة تنفيذية موحدة ستتولى المهمة حتى إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، لكن في المقابل لم تحظ المبعوثة الأممية بأي ثقة لدى الليبيين بسبب خلقها جسم تشريعي جديد له اختصاصات واسعة لم يأتي عبر الانتخابات ولا الاستفتاء الشعبي.

ومنذ أيام استلم المبعوث الأممي السابع إلى ليبيا الدبلوماسي السلوفاكي، يان كوبيش، مهمته في ليبيا، والذي أكد في بداية عمله على حرص الأمم المتحدة على استقرار ووحدة ليبيا وأجرى العديد من المباحثات مع المسؤولين في ليبيا والأطراف الخارجية المعنية بليبيا، لكن ينتظر منه الكثير فهل ينجح فيما فشل فيه السابقون؟