دعموا الإرهاب والانقسام.. كيف استغلت جماعة الإخوان “فبراير” لسرقة السلطة في ليبيا؟

0
422
علي الصلابي - خالد المشري - محمد صوان
علي الصلابي - خالد المشري - محمد صوان

عملية حسابية معقدة، يمكنك الوقوف أمامها عندما تطرح سؤالاً هاماً عن الأوضاع في ليبيا، كيف وصلت الأمور لذلك؟

بالنظر إلى جوانب عدة، يمكن أن تكمن الإجابة، في محاور ثلاثة: مطامع دولية، وطامعين في السلطة، وجماعات متشددة ترغب في فرض هيمنتها في بيئة مناسبة بعيداً عن التشديدات الأمنية.

ليبيا، التي كانت شاهدة وأبناءها على سنوات النضال، انقسمت اليوم بفعل جماعة طامعة في السلطة، استغلت الأوضاع السيئة التي تمر بها بلادها للسيطرة عليها، وللوصول لما يرغبون فيه؛ لجأوا لمحتل أجنبي لمساعدتهم في تحقيق مبتغاهم.

جماعة الإخوان لم تترك فرصة واحدة للسيطرة على ليبيا إلا واستغلتها، حتى ولو كان تقسيم البلاد والحرب الأهلية هو النتيجة.

بدأت القصة عندما ساهمت خلايا جماعة الإخوان “النائمة” في بث سمومها وإشعال الفتنة في الأيام القليلة التي سبقت 17 فبراير 2011، وما أن اندلعت التظاهرات وملأت شوارع ليبيا، إلا واندسوا بين المتظاهرين، ليزيدوا من تلك النيران، فقت باتت الفرصة ملائمة لهم للعمل في العلن، بعد سنوات كانوا يعملون فيها تحت الأرض.

مطامع جماعة الإخوان في السلطة، وصلت بهم إلى حد الخيانة، فعلى الرغم من ادعاء كوادرهم الوطنية وحب ليبيا؛ إلا أنهم كانوا أول الداعمين للضربات الجوية القاتلة التي وجهها حلف الناتو للأراضي الليبية، خاصة وأن تلك الأعداد الهائلة من القذائف، استهدفت غالبيتها المدنيين والأبرياء ممن ليس لهم ذنب في ذلك الصراع.

وبعد أن قُضي على النظام الليبي وقتها، بدأت جماعة الإخوان مرحلة جديدة، وبدأ الإسلام السياسي في التوغل بالسلطة الليبية، ولأن الأمور لم تكن ممهدة لهم كما خططوا، فكان العنف هو الحل الأول، ثم تأتي بعده كل الخيارات الممكنة، خاصة وأنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن قوى وطنية ليبية ستتصدى لهم.

اقرأ أيضاً.. لماذا سارع عبد الحميد الدبيبة بشراء ود تركيا والإخوان؟

ظهرت ميليشيات فجر ليبيا على الساحة، وهي كانت إحدى الحركات المتطرفة المسلحة، التي طغت في ليبيا وقتلت باسم الدين والوطن وهما براء منهم.

وكانت جماعة الإخوان في ليبيا، على علاقة وطيدة معهم، بل أن “فجر ليبيا” كانت تخدم مصالحهم حتى تؤول السلطة لهم دون الإرهاق في الساحات السياسية والانتخابات وغيرها.

وفي واقع الأمر، كانت جماعة الإخوان في ليبيا، على علاقات قوية مع كافة الحركات المتطرفة التي ظهرت في ليبيا، والتي وجدت في ذلك الصراع والانشقاق مناخاً آمناً للظهور والسيطرة والقتال باسم الدين.

ولم تجد جماعة الإخوان حرجاً في أن تعقد اتفاقات مع من يقتلون الأبرياء وينكلون بالشعب ويستولون على مقدراته.

رجب أردوغان وفايز السراج
رجب أردوغان وفايز السراج

استعانة جماعة الإخوان بالميليشيات والجماعات المتطرفة، لم تكن  الخيانة الوحيدة لليبيا وشعبها، بل أنهم برهنوا للجميع بأنهم خونة بعدما فتحوا أبواب بلادهم للمحتل التركي الجديد، وأصبحوا يأتمروا بأمرهم، ويتلقون الأوامر وينفذون، خاصة بعد أن تلاقت مصالح الأتراك مع التنظيم، باعتبار أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إخوانيا.

استغلت تركيا طمع الإخوان في السلطة، ودعمتهم بالسلاح والعتاد، للسيطرة على ليبيا، إلا أن الجيش الوطني الليبي تصدى لهم، وانحسرت مطامعهم على الغرب الليبي فقط، ولكي يقدم أردوغان مساعداته لحلفاءه في ليبيا، كان له مطالب، أبرزها دفع أموالا طائلة من أقوات الشعب بحجة توقف مشروعات تركية في ليبيا بسبب الأحداث.

هللت جماعة الإخوان ومناصريها في ربوع ليبيا، بدخول المرتزقة السوريين، وهي قوات مأجورة أرسلها الرئيس التركي إلى حكومة الوفاق “الإخوانية” لدعمها في مواجهة الجيش الوطني الليبي، وكان كل فرد منهم يحصل على 2000 دولار شهرياً بخلاف مسكنه وملبسه ومأكله، وكانت كل تلك النفقات تُدفع من خزانة ليبيا، بل أن حلفاء الإخوان كانوا يسهلون عمليات نقل المرتزقة من خلال نقلهم بشركات وطنية من تركيا وسوريا إلى ليبيا.

اقرأ أيضاً.. 10 سنوات على أحداث 17 فبراير في ليبيا: سوداء تلك الليالي التي طالت علينا

وفي ظل محاولات المصالحة التي تشهدها البلاد الآن، تقف جماعة الإخوان حائلاً أمامها لمنع حل الأزمة وإبقاءها كما هي، فرفضوا وقف إطلاق النار الذي أقرته اللجنة العسكرية المشتركة، ويرفضون محاولات رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي، لإتمام المصالحة الوطنية، حيث وجهوا النقد لزيارته لبنغازي ولقاءه مع المشير خليفة حفتر، مُتناسين أنه أحد أهم أطراف المصالحة.