عبدالحميد دبيبة حليف تركيا الجديد في ليبيا: ضمانة بقاء الإخوان وتسهيل “إعادة الإعمار”

0
295
رجب طيب أردوغان - عبدالحميد دبيبة
رجب طيب أردوغان - عبدالحميد دبيبة

من الساعات الأولى لفوز عبدالحميد دبيبة برئاسة الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا، ظهر تقارب ملحوظ بينه وبين أنقرة، باتصالات متبادلة بين الطرفين وتغزل سياسي بينهما. 

الرئيس التركي رجب أردوغان هاتف السبت، عبدالحميد دبيبة، وأكد على أن بلاده ستواصل دعمها -“المزعوم”- إلى ليبيا، لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة سلامة أراضيها. 

وأشار أردوغان إلى تطلعه للعمل مع السلطات الليبية على تعزيز التعاون في المرحلة المقبلة.

ولم تمر ساعات على اتصال أردوغان، إلا وأجرى دبيبة أول حوار صحفي له مع وكالة الأناضول التركية، قائلاً إن مجلس وزرائه يلتزم بتضامن كبير مع تركيا التي وصفها بـ”الصديقة والحليفة والشقيقة”.

وقال دبيبة: “لدينا تضامن كبير مع الدولة والشعب التركيين، تركيا حليفة وصديقة وشقيقة وعندها من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية. وتركيا تعتبر من الشركاء الحقيقيين لنا”.

اقرأ أيضاً.. بعد انسحاب المشري.. صحيفة تركية تتساءل: هل يتأثر نفوذ أردوغان في ليبيا؟

الأمر من بدايته يبدو أنها صفقة جديدة بين دبيبة وأردوغان لتسهيل استمرار التواجد التركي في ليبيا مقابل دعم عسكري ودعم ملف إعادة الأعمار، إضافة لمنع تعطيل الاتفاقية العسكرية التي أبرمتها الوفاق وأنقرة في نوفمبر 2019، على عكس بنود اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف.

وتابع دبيبة، وهو رجل أعمال ليبي غني اكتسب ثورته في قطاع البناء: “تركيا فرضت وضعها ووجودها في العالم وليس في ليبيا فقط، وهي الدولة الوحيدة التي استطاع الليبيون الذهاب إليها بحرية خلال فترة الحرب”.

الأمر أكده أيضاً مستشار أردوغان، ياسين أقطاي، قائلاً: ” كد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الحكومة الليبية الجديدة، تدعم الدور التركي في بلادها، والاتفاقيات التي عقدتها أنقرة مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، لن تتأثر بانتخاب الحكومة المؤقتة.

وقال أقطاي، إن الاتفاقيات التي كانت عقدتها تركيا مع حكومة الوفاق السابقة، والوجود العسكري التركي في ليبيا لن يتأثران باختيار الحكومة المؤقتة الجديدة.

وزعم أن تركيا تتواجد في ليبيا بدعوة من الشعب الليبي وحكومة الوفاق، وأن الحكومة الجديدة لا تعارض هذه الاتفاقيات ولا الوجود التركي في البلاد، بل على العكس تدعم الدور التركي هناك.

رجب طيب أردوغان_ نهب الثروات
رجب طيب أردوغان_ نهب الثروات

وتأتي مزاعم أقطاي على عكس التعهدات التي أعلن عنها أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة أمام ملتقى الحوار الوطني، حيث تعهدوا بإخراج المرتزقة من ليبيا وتعطيل كافة الاتفاقيات لحين النظر فيها.

واستطرد أقطاي، تصريحاته أن اختيار الحكومة الجديدة في ليبيا جاء بعد التوصل إلى تفاهمات عبر عملية حوار معروفة، وتركيا ترحب باختيار الحكومة الجديدة وتراه أمرا إيجابيا نظراً لاقتراب الشعب الليبي من الاستقرار وتعزيز الحوار الداخلي في البلاد. 

ومن تصريحات أقطاي والديبية تشكلت ملامح الصفقة الجديدة، في ظل تأكيدات مراقبون وسياسيون ليبيون، على أن رئيس الحكومة الجديدة بوابة جديدة لتركيا في ليبيا، تستطيع من خلالها إتمام وجودها، ولو استدعى الأمر إبرام اتفاقيات جديدة من شأنها شرعنة الاحتلال.

اقرأ أيضاً.. كيف استخدم أردوغان الأراضي الليبية لتجربة أسلحته؟

ويعزز تلك شخصية رجل مصراته نفسه، فهو أحد أبرز رجال مصراته، وسبق وأدرجه البرلمان الليبي في يونيو 2017 في لائحة تضم العناصر والكيانات المتهمة بالإرهاب، باعتباره ممولاً للكتائب المسلحة الموالية والتابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

وتحدثت تقارير صحفية قبل أشهر من تعيين الدبيبة، عن علاقته الوطيدة مع النظام التركي، ومن خلاله وسع أردوغان مخططاته التخريبية، ليتمكن من الاستمرار في التلاعب بمستقبل ليبيا، ضمن مجموعة من الشخصيات الإجرامية. 

رجب أردوغان وفايز السراج - شحنات عسكرية تركية ومرتزقة سوريين
رجب أردوغان وفايز السراج – شحنات عسكرية تركية ومرتزقة سوريين

الأمر يتعلق أيضاً بملف إعادة الإعمار والذي تلهث وراءه الشركات التركية، والمؤكد أن الدبيبة سيمنح الشركات التركية ما تريده في هذا الشأن، 

وسبق وحصلت الشركات التركية على نحو 19 مليار دولار، من عقود بناء في ليبيا، بفضل هيئات ليبية رسمية، تسيطر عليها عائلة دبيبة.

ولضمان كل ذلك، دفعت جماعة الإخوان بثقلها لحسم فوز الدبيبة من البداية، فحسمت بعناصر داخل الملتقى ترشحه، واشترت أصواتاً أخرى، وهو أمر تحدثت عنه تقارير صحفية، واتهم دبيبة نفسه بشراء ذمم أعضاء ملتقى الحوار ودفع مبالغ ضخمة لشراء الأصوات.