رفضت الانسحاب من سرت.. لماذا تنفذ الوفاق الأوامر التركية؟

0
387

تواصل تركيا محاولاتها لعرقلة المسار السياسي لحل الأزمة الليبية من خلال تصعيد التوترات في ليبيا وإعطاء أوامر لحكومة الوفاق بعدم الانسحاب من مناطق تواجدهم في سرت، لتصعيد الوضع وإشعال فتيل الحرب من جديد.

وأعلنت ميليشيات حكومة الوفاق رفضها مرة أخرى فتح الطريق البري بين غرب وشرق ليبيا، وفقاً لما تنص عليه تفاهمات اللجنة العسكرية 5+5 واتفاق وقف إطلاق النار.

وطالب آمر غرفة عمليات “سرت – الجفرة” التابعة لقوات الوفاق إبراهيم بيت المال، الاثنين الماضي، بإزالة الألغام وسحب من وصفهم بالمرتزقة كشرطٍ لفتح الطريق بين شرق البلاد وغربها.

وقال بيت المال إنه لن يتم إعطاء تعليماتٍ بفتح الطريق بين شرق البلاد وغربها قبل سحب المرتزقة وإزالة الألغام.

ودعا بيت المال إلى تطبيق بنود اتفاقية جنيف التي تنص على سحب المرتزقة وإزالة الألغام، مؤكداً استعداد قوات الوفاق لتسلّم خرائط زرع الألغام لتبدأ في عمليات نزعها.

اقرأ أيضاً

الباحثون عن الخراب.. لماذا ترفض ميليشيات الوفاق “وقف إطلاق النار”؟

ومنذ أيام أعلنت “مليشيا الصمود” التي يقودها المعاقب دوليا بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا صلاح بادي، في بيان، على لسان المتحدث الرسمي احميدة الجرو، رفضها الانسحاب من الطريق الرابط بين مدينتي مصراته وسرت، قبل انسحاب وخروج الجيش الليبي من منطقة سرت – الجفرة.

من جهة أخرى تصدت قوات الجيش الوطني الليبي، الاثنين الماضي، لمحاولة بعض عناصر الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق لزعزعة الأمن ونشر الفوضى وتجنيد مرتزقة أجانب في مدينة سبها.

وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، في بيان بشأن أحداث سبها، إن منطقة سبها العسكرية رصدت تحركات لعناصر تخريبية تابعة لحكومة الوفاق، كانت تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب الليبي وخاصة مدينة سبها وتقوم بتجنيد مرتزقة اجانب.

وأكد المسماري، أن وحدات منطقة سبها العسكرية قامت بالتصدي لهذه العناصر وسيطرت على مقرها بأحد النوادي الرياضية بالمدينة.

اقرأ أيضاً

الجيش الليبي يتصدى لميليشيات “الوفاق” بعد محاولتها نشر الفوضى بمدينة سبها

وتواصل حكومة الوفاق تعزيز التواجد التركي في ليبيا عكس ما يقوم به الجيش الوطني الليبي، الذي أعلن مراراً التزامه باتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت بين الفرقاء الليبيين في جنيف أكتوبر الماضي.

ونقلت تركيا منذ توقيع اتفاق جنيف مرتزقة وعتاد عسكري، في حوالي 40 رحلة لطائرات شحن عسكري إلى قاعدة الوطية غرب البلاد.

أكد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أن تركيا صاحبة المصلحة في استمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا.

وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، في تصريحات صحفية الإثنين الماضي، أنه تم توجيه ضربات قوية للخلايا المسلحة في مدينة سبها جنوبي البلاد، مشيراً إلى أن هناك محاولات من قبل المرتزقة لزعزعة استقرار منطقة الجنوب الليبي.

وكانت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، اتفقت في ختام اجتماعاتها في مدينة سرت في نوفمبر الماضي، على فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب لتسهيل حركة المواطنين، وكذلك إخراج المرتزقة والمقاتلين من خطوط التماس، غير أن تطبيق تلك التفاهمات ما زال دون جدوى وبعيد عن المعالجة الحقيقية، بسبب تمسك قوات الوفاق بمواقعها ورفضها فتح الطرقات البرية، واستمرارها في الاستعانة بالمرتزقة السوريين، فضلا عن زيادة تحشيداتها العسكرية على خط التماس سرت الجفرة.

يذكر أن الطريق بين المنطقتين الشرقية والغربية مغلق منذ أبريل 2019، وهو تاريخ بدء العملية العسكرية التي قادها الجيش الليبي على العاصمة طرابلس لطرد الميليشيات المسلحة وتحريرها من الجماعات الإرهابية.