محاولات مُستميتة، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإفشال أي محاولة من محاولات إيجاد حل للأزمة الليبية، فعلى الرغم من المجهود المبذول من بعض الدول الفاعلة في الأزمة لإحياء الحوار بين الأطراف الليبية، إلا أن تركيا كعادتها لها رأي آخر راغبة في استمرار الحرب لتحقيق مخططاتها الساعية إلى زعزعة استقرار البلاد لتسهيل سرقة مواردها.
ووسط ما تشهده ليبيا من أزمات عدة في الكثير من المجالات، يرى مراقبون أن أنقرة تسعى بكل الطرق الغير شرعية من أجل إعادة الفوضى إلى ليبيا، مستغلة علاقتها بالمسؤولين في حكومة الوفاق لاتساع حدة التوترات، في الوقت الذي يسعى فيه الجيش الوطني الليبي لإعادة الاستقرار للبلاد، وتحرير الأراضي الليبية من براثن الاحتلال التركي الساعي إلى السيطرة على مقدرات الشعب الليبي.
وفي خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف، جددت أمس ميليشيات حكومة الوفاق، رفضها العلني للانسحاب من مواقعها في محيط مدينة سرت، وإعادة فتح الطريق بين شرق البلاد وغربها.
وقال ما يعرف بآمر غرفة عمليات تحرير سرت – الجفرة التابعة لميليشيات حكومة الوفاق إبراهيم بيت المال، إنه لن يعطي تعليمات بفتح الطريق بين شرق البلاد وغربها، وهو موقف يراه مراقبون وراءه تعليمات تركية، وفق رؤية ترى في تطبيق ما اتفق عليه الليبيين ضار بالنسبة لمصالح أنقرة في ليبيا.
ويستهدف النظام التركي من قيام الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق بخرق الهدنة، وإعلانها صراحة عن تراجعها في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، إلى إشعال الوضع في سرت والمناطق المحيطة لها، من أجل عودة المعارك بين الميليشيات والجيش الوطني الليبي.
وشهدت الفترة الماضية قيام حكومة الوفاق، بتعزيز التواجد التركي داخل ليبيا، حيث استقبلت العاصمة طرابلس عدداً من الرحلات الجوية التي نقلت مئات المرتزقة السوريين وعدداً من المعدات العسكرية الثقيلة.
وتعتبر تركيا المستفيدة الأولى مما يحدث في ليبيا من توترات، فالهدف الرئيسي لها هو استمرار الحرب، حتى تتمكن وبسهولة من خلال رجالها في ليبيا، تثبيت أقدامها في الأراضي الليبية، طمعا في النفط الليبي، ورغبة منها في الحصول على عقود لإعمار ليبيا، باستخدام شركات تركية لها علاقات خاصة ومشبوهة داخل البلاد.
وكان اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي أكد في وقت سابق أن تركيا صاحبة المصلحة في استمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا، موضحاً أنه تم توجيه ضربات قوية للخلايا المسلحة التابعة لها في مدينة سبها جنوبي البلاد
وكشف مدير إدارة التوجيه المعنوي عن وجود محاولات تحريك مرتزقة في منطقة الجنوب الليبي، مشيراً أن الجيش الليبي سيعمل على تأمين مناطق الجنوب بشكل كامل وطرد الجماعات الإرهابية.