على مدار عام 2020 عانت العاصمة الليبية طرابلس من الفوضى وعدم الاستقرار، حيث أصبحت الكلمة العليا للميليشيات المسلحة بعيداً عن سلطة القانون والدولة، وانشغال المسؤولين في حكومة الوفاق بالصراع على السلطة والنفوذ، وأصبحت حوادث الاختطاف شائعة وتطال رجال القانون والسياسيين والصحفيين، والأطباء وغيرهم من المدنيين.
ورصدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، الجمعة الماضية، واقعة اختطاف تعرض لها رئيس رابطة مفقودي تاورغاء، الناشط محمد رضوان، على يد مسلحين يتبعون مكتب جهاز الأمن الداخلي بمدينة مصراته، من وسط مدينة تاورغاء.
وطالبت اللجنة في بيان، وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني بالتدخل العاجل لإفراج الفوري عن الناشط وحملت مسؤولية سلامته لمكتب جهاز الأمن الداخلي مصراته، كما طالبت، بإنهاء ظاهرة الاختطافات والاعتقالات التعسفية في عموم ليبيا.
اقرأ أيضاً
الميليشيات تختطف ناشط حقوقي في مصراته ولجنة حقوق الإنسان تحمل داخلية الوفاق المسؤولية
وفي مستهل شهر ديسمبر اختطفت ميليشيا مسلحة تابعة لحكومة الوفاق، الدكتور الصديق بن دله، أحد أشهر جراحي العظام في ليبيا، أثناء عودته من عمله بمستشفى الخضراء العام جنوبي طرابلس، واقتادوه إلى جهة غير معلومة، ثم أطلقوا سراحه بعد نحو أربعة أيام.
اقرأ أيضاً
تنديد دولي باختطاف ميليشيات طرابلس “بن دلة”.. ومطالبات بالإفراج الفوري عنه
وفي نوفمبر الماضي، اختطفت الميليشيات المسلحة في طرابلس عدد من ركاب الرحلة القادمة من بنغازي على متن طائرة البراق، عقب هبوطهم في مطار معيتيقة.
وقال شهود عيان، إن عناصر ميليشيا “النواصي” الموالية لحكومة الوفاق خطفوا مواطنين على هويتهم فور قدومهم على متن طائرة “البراق” من مطار بنينا، إلى مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة، وعزوا هذه العملية إلى أن الميليشيا المسلحة “استخدمت بعض ركاب الطائرة كورقة ضغط للإفراج عن عناصر إرهابية بسجن الكويفية بشرق ليبيا”.
اقرأ أيضاً
ميليشيات طرابلس تختطف عدداً من الركاب في مطار معيتيقة
وفي أكتوبر الماضي، اختطف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد بعيو، بعد نشره تسجيلاً لرسالة تهديد، من آمر ميليشيا “كتيبة ثوار طرابلس” أيوب أبوراس، على خلفية مطالبته بوقف بث خطاب الكراهية في وسائل الإعلام التابعة لحكومة الوفاق، وإزالة شعار بركان الغضب من القنوات التليفزيونية.
وقوبل اعتقال بعيو من قبل ميليشيا “كتيبة ثوار طرابلس” بإدانة واسعة محلياً ودولياً، حيث دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه، كما أدانت السفارة الأميركية في ليبيا الاعتقال، مؤكدة على ضرورة حماية الصحفيين وجميع الليبيين في حقهم في حرية التعبير، وافرجت عنه الميليشيا بعد أن احتجزته لأكثر من 20 يوماً.
اقرأ أيضاً
كشف فساد دوغة والإخوان وأوقف التحريض.. لماذا اختطفت ميليشيات طرابلس “بعيو”؟
وفي سبتمبر الماضي، وقعت جريمة اختطاف وقتل السيدة فتحية اللافي، البالغة من العمر 60 سنة، والتي اختفت، بعد مغادرتها منزلها في منطقة مشروع الهضبة بطريق المطار، في واقعة أخرى تدل أن سياسة الصمت التي انتهجتها حكومة الوفاق على انتشار السلاح وعدم توفير الأمن والأمان يزيد من هذه الحالات.
اقرأ أيضاً
تؤكد الانفلات الأمني بطرابلس.. اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تدين اختطاف وقتل “فتحية اللافي”
وفي يونيو الماضي اختطفت الميليشيات المسلحة في مدينة مصراته، مجموعة من العمال المصريين وقامت بتعذيبهم وإهانتهم وإجبارهم على ترديد عبارات مسيئة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وتم تصويرهم في مقطع فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد ساعات من انتشار الفيديو، أجرى المسؤولون في القاهرة اتصالات رفيعة المستوى مع بعض الشخصيات الليبية في حكومة الوفاق وبالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي، وتم الإفراج عنهم بعد 72 من احتجازهم.
اقرأ أيضاً
بتعاون مصري ليبي.. تحرير مصريين مختطفين في ليبيا وإعادتهم لبلادهم
وفي مايو الماضي أثارت حادثة اختطاف الفتاة “وصال عبد الحفيظ” من طرف الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين في منطقة الكريمية بالعاصمة طرابلس، موجة غضب واسعة في ليبيا.
وهاجم مسلحين ملثمين، منزل عائلة “وصال” وقاموا بسرقة مبلغ مالي واختطاف ابنة العائلة البالغة من العمر 27 عاماً، واقتيادها إلى وجهة غير معلومة، وبعدها بأيام تمكنت القوات الأمنية التابعة لحكومة الوفاق، من تحريرها وإعادتها إلى أهلها، ولم تكشف السلطات الأمنية عن هوية المختطفين، ولا عن أسباب الاختطاف، بحجة سرية المعلومات الخاصة بالموضوع.
اقرأ أيضاً
اختطاف شابة ليبية في العاصمة طرابلس
وفي نفس الشهر وبعد اختطاف “وصال” اختطفت ميليشيات مصراته رجلاً يبلغ من العمر 90 عاماً، وأعلن أحد المواطنين القاطنين في بوقرين يدعى “ناجي أجبارا”، من خلال صفحته على “فيس بوك”، أن ميليشيات مصراته داهمت منزل عائلته واختطفت والده البالغ من العمر 90 عاماً وإخوته الصغار، وتم اقتيادهم لمكان مجهول لا يعلمه أحد.
اقرأ أيضاً
بعد اختطاف وصال.. ميليشيات مصراته تختطف رجلاً يبلغ من العمر 90 عاماً
كما اختطفت ميليشيا “النواصي”، في شهر مايو أيضاً رئيس مخابرات حكومة الوفاق في طرابلس عبد القادر التهامي، الذي توفي بعدها بساعات وسط تداول أنباء عن تعذيبه بعد اقتياده لمكان مجهول ثم إعلان وفاته بأزمة قلبية في وقت لاحق.
