تحالفات ومعارك.. صراع السلطة في الغرب الليبي يحول حياة المواطن إلى جحيم

0
260

على عكس ما يحاولون إظهاره للجميع، أنهم على قلب رجل واحد وكلمتهم واحدة، لا يبحثون على مصالح شخصية أو جاه أو مال، وكل ما يرغبون فيه مصلحة المواطن الليبي أولاً ومصلحة الوطن، شعارات زائفة رفعها من هم يسيطرون على الغرب الليبي، كلها لا أساس لها من الصحة، ومع مرور الوقت انكشفت حقيقة وحدتهم للعيان.

هناك، في غابة “الوفاق” الموحشة، حول الحديث عن المصالحة والوصول لاتفاق سياسي بين أطراف الصراع الكثير من الوجوه المُبتسمة والمُدعية الوطنية وحب الناس والمواطن إلى وجوه عابسة، لا تتحدث إلى باسم مصلحتها، ولا تتكلم إلا بلغة التحالفات مع من توافق معها مصالحها أو بلغة الحرب مع من يعارضونهم.

صراعات خفية ومعلنة بين هؤلاء، جعلت من حياة المواطن الليبي في طرابلس وتخومها إلى جحيم حقيقي، فهناك من يرغب في السيطرة على النفط، وهناك من يسعى للنفوذ، وهناك من يسعى لسرقة مال الشعب، وهناك من تعمد قتل الأبرياء والتعدى على حرماتهم، ولكن كل هؤلاء اتفقوا على فتح أبواب بلادهم للمحتل التركي.

ولا يخفى على أحد الصراع الدائر بين رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، ووزير داخليته فتحي باشاغا، فكل منهما يرغب في السلطة، وكلاهما لجأ للأتراك لنصرته وعلى المحتل التركي أن يختار بينهما، وكل ذلك على حساب الشعب، فقد خلت مناطق سيطرتهم من الأمن تماما، وأصبحت حالات السرقة والنهب والقتل العمد أمور طبيعية تحدث يومياً دون رادع.

وخلال الأيام الماضية، ظهر على السطح خلاف جديد بين أحلاف الأمس، رئيس المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، فتبادل كل منهما الاتهامات حول سرقة مال الشعب، واتهم صنع الله رئيس المصرف، بسوء إدارة أموال ليبيا وسأله عن مليارات الدولارات من عائدات النفط، والتي لا يعرف أحد طريقها منذ سنوات.

بالإضافة إلى صراع أخر بين الصديق الكبير، ووزير مالية حكومة الوفاق، فرج بومطاري، فقد اتهمه “بومطاري” بأنه السبب في تأخر الرواتب بسبب رفضه تدبير أموال طلبتها منه الوزارة لإنهاء الأزمة، بالإضافة إلى انتقاده المباشر وغير المباشر لسياساته النقدية التي تسببت في تدهور الوضع الاقتصادي في ليبيا على مدار سنوات.

وتعددت الصراعات التي كان فتحي باشاغا طرف فيها، فقد دخل في صراع أخر مع أحد أكبر المنافسين له على السلطة، وهو أحمد امعيتيق، وبدأت حرب خفية بينهما مستخدمين شعبيتهما في مصراته، المحرك الرئيسي لميليشيات غرب ليبيا، فضلاً عن صراع أخر بين باشاغا والميليشاوي هيثم التاجوري، أحد أكثر الأشخاص خطورة في ليبيا والمطلوبين أمنياً. 

ونشبت حرب تصريحات بين وزير دفاع حكومة الوفاق، صلاح الدين النمروش، والمهدي البرغثي، صاحب المنصب السابق، فكلاهما يرى أنه أهلاً للمنصب، ويرغب كل منهما في الحصول على سلطة السيطرة على ميليشيات الوفاق، وأن يكون الآمر والناهي فيها.