استشارية بمعهد الدراسات الأوروبية: الليبيون يرون “الوفاق” بوابة الاحتلال وتركيا ستعطل السلام

0
275

قالت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺴﺘﺸﺎري معهد البحوث للدراسات الأوروبية والأمريكية (RIEAS)، آية بورويلة، إن الشعب الليبي بأكمله ينظر إلى حكومة الوفاق على أنها بمثابة “قناة الاحتلال الأجنبي”.

وأضاف “بورويلة”، خلال تقرير لها قدمته في ندوة عبر الإنترنت لمنتدى الشرق الأوسط “ميدل إيست فورم”، أن ذلك لكونها وكيلاً رئيسياً لتركيا التي تسعى للسيطرة على احتياطيات الغاز في البحر المتوسط ونهب ثروات البلاد، وإنشاء مركز نفوذ لها في إفريقيا من خلال الاتفاقيات البحرية والعسكرية الموقعة بينها وبين “الوفاق”، بالإضافة إلى الدعم القطري أيضاً.

وتابعت الباحثة السياسية، حديثها حول التدخل التركي في ليبيا، قائلة إن حكومة الوفاق في طرابلس تعد حكومة غير معتمدة، ولا تتمتع بالشرعية بين الشعب الليبي، نظراً لأن مجلس النواب الليبي لم يصادق عليها، كما أنها تقع تحت تأثير الميليشيات المدعومة من تركيا وقطر والجماعات المتطرفة، على رأسها جماعة الإخوان.

واعتبرت أن الاتفاقات المتعددة بين تركيا و”الوفاق” غير دستورية وباطلة، وغير مصدق عليها من البرلمان الليبي المنتخب، وكذلك اتفاقية التعاون العسكري بين قطر والوفاق “غير شرعية” وتمهد الطريق لتركيا، التي يعتمد اقتصادها على واردات الطاقة، للسيطرة على احتياطيات النفط الليبية بمساعدة حلفائها.

ولفتت آية بورويلة إلى أن تركيا تسعى لتخريب عملية السلام في ليبيا، بسبب دعمها الإخوان “دعاة الإرهاب”، مطالبة إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، بعدم التسامح مع أنقرة واتخاذ موقف صارم ضدها.

واستطردت: “في أبريل 2019، شن الجيش الوطني الليبي هجومًا لتطهير البلاد من الميليشيات في طرابلس، لكن تركيا عززت دعمها لحكومة الوفاق، مما حال دون توحيد البلاد، ناهيك عن إرسالها الأسلحة والمرتزقة إلي البلد الذي مزقته الحرب، ونشرت ما يقرب من 6 آلاف مرتزق سوري، والعديد من الميليشيات المتطرفة والإرهابية من أجل القتال إلى جانب الميليشيات الإخوانية.

وأوضحت أن تركيا تسعى أيضًا لنهب ثروات ليبيا من خلال وسائل الإتجار بالبشر غير القانونية، مشيرًة إلى أن غرب ليبيا تمثل نقطة عبور رئيسية للهجرة إلى أوروبا، وهناك تعمل أنقرة على تسليح المهاجرين واستخدامهم كورقة ابتزاز ضد أوروبا، مثلما فعلت مع السوريين الذين نزحوا إلى البلاد هرباً من الحرب الأهلية، وهو ما يفسر الهجمات الإرهابية التي هزت أوروبا في الفترة الأخيرة، آخرها الهجوم الإرهابي في فرنسا، وكان منفذه تونسيا ينتمي لعائلة مهاجرة من ليبيا.

وفي سياق متصل، أكدت بوريلة على أنه بفضل إعلان الدولة المصرية أن سرت، التي تمثل الباب الحقيقي للسيطرة على مناطق الهلال النفطي الغنية بالبترول، هي خط أحمر بالنسبة لأمن مصر القومي، لم تتمكن الميليشيات المدعومة من تركيا من التقدم أو الاقتراب من تلك المنطقة.

ونوهت بأن تأكيد مصر على عدم السماح بأي تهديد لحدودها الغربية المرتبطة بالحدود مع ليبيا، يمثل “خطوة إيجابية” في عملية السلام في البلاد، نظراً لأن تلك التهديدات أثارت ذعر تركيا، لا سيما بعد ترحيب مصر بالاتفاق الليبي على إعلان وقف شامل لإطلاق النار الذي توصلت إليه حكومة الوفاق والجيش الوطني تحت رعاية أممية.

ودعت الباحثة الاتحاد الأوروبي وواشنطن للعب دور بناء في ليبيا، من خلال محاربة تلك الميليشيات غير الشرعية المدعومة من تركيا وقطر، ومراجعة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011، والذي يهدد قدرتها على نشر جيش شرعي قادر على فرض القانون والنظام، قائلة: “الجيش لا يريد التعاون مع المرتزقة”.