وسط الحديث عن الوصول لاتفاق “ليبي _ ليبي” لحل الأزمة الليبية المستمرة منذ عدة سنوات، وبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار والانخراط في مباحثات ومحادثات بين أطراف النزاع بالتزامن مع محاولات دولية لفتح مساحة من الحوار تسمح بحل النزاع، أشعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناراً جديدة في ليبيا.
ففي ظل انخراط الأطراف الليبية في الحوار للوصول لحل للأزمة، رصدت القوات المسلحة العربية الليبية، بوارج حربية تركية، تتواجد بالقرب من خليج سرت، وهو الخط الأحمر الذي تم تحديده مسبقا للأتراك وميليشياتهم في الأراضي الليبية، ولم يتمكنوا على مدار أشهر من الاقتراب منه أو المساس به، ولكن الوقت يمر والمفاوضات مستمرة وكان لزاما على أردوغان تدمير أي اتفاق بأي وسيلة.
اللواء خالد المحجوب، مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، قال أمس في تصريحات تلفزيونية، إن السفن الحربية التركية توجد خارج نطاق المياه الإقليمية الليبية، ويتم متابعتها والتصدي لها إذا لزم الأمر، في إشارة منه إلى جاهزية القوات الليبية للتصدي لأي محاولة من الأتراك للاقتراب للخط الأحمر أو المساس به.
نية أردوغان كان واضحة من البداية، فمنذ اليوم الأول من إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، بعدما قررت اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” ذلك خلال اجتماعها في جنيف، كان للرئيس التركي رأي أخر، أن ذلك الاتفاق لن يتم على أرض الواقع، فلم تكن تلك مجرد كلمات، وإنما عَكست ما سيفعله بعد فترة لإفساد ما اتفق عليه الليبييون.
في الوقت نفسه، تستمر تركيا في انتهاك السيادة الليبية والقرار الأممي بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وتعمل على نقل الأسلحة والمعدات العسكرية لدعم الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا.
الجمعة الماضية، كشفت مصادر ليبية، عن وصول 6 رحلات لطائرات شحن عسكرية تركية طائرة إلى قاعدة الوطية غرب ليبيا خلال الـ24 ساعة فقط.
وخلال الأسبوع الماضي نقلت تركيا خلال تسع رحلات جوية لطائرات شحن عسكرية إلى قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا أسلحة ومعدات عسكرية وسط أنباء عن تجهيز الوطية لتكون قاعدة لطائرات الـF16 التركية.
كما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن نية تركيا لإرسال دفعات جيدة من المرتزقة للأراضي الليبية لمساندة ميليشيات حكومة الوفاق في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، وذلك في ظل ما تشهده ليبيا الآن من محاولات للوصول لاتفاق سياسي لحل الأزمة، بالإضافة إلى توقف عملية عودة مرتزقة الفصائل الموالية لأنقرة إلى سوريا منذ أكثر من 20 يوماً.
ونتيجة للتحرك التركي، ورفض الشعب والجيش الليبي لتدخلات أردوغان في أراضيهم، دعت غرفة عمليات الكرامة الرئيسية، أمراء القواطع والوحدات العسكرية بالقوات المسلحة العربية الليبية إلى رفع درجة الاستعدادات الكاملة لكافة القوات المرابطة غرب سرت.
وأكدت غرفة عمليات الكرامة، في برقية عاجلة، حملت رقم 157/59، اطلعت عليها الشاهد، على رفع درجة الاستعداد مع أخذ الحيطة والحذر والتبليغ عن أي تحركات للعدو .
وشدد آمر غرفة عمليات تحرير غرب سرت، المكلف لواء أحمد سالم عطية الله، على ضرورة وقف كافة الأجازات الممنوحة لكافة منتسبي القوات الجيش الوطني، ووقف أوامر الحركة للآليات المغادرة حتى إشعار آخر.