لم يمر أكثر من يومين على اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، الذي تم توقيعه من جانب اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) في جنيف برعاية أممية، حتى خالفته تركيا مستمرة في انتهاكاتها لمخرجات مؤتمر برلين الذي يقضي بوقف التدخل الأجنبي في ليبيا ومنع تصدير السلاح إلى البلاد.
وينص اتفاق جنيف الذي وقع عليه الأطراف الليبية الجمعة الماضية، على تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وإخراج أطقم التدريب الأجنبية إلى حين استلام الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها.
ورغم وضوح البند الخاص بإيقاف كافة التدريبات العسكرية في اتفاق جنيف، إلا أن تركيا سرعان ما انتهكت الاتفاق وأعلنت عبر وزارة دفاعها استكمال تدريب ميليشيات حكومة الوفاق الوطني، في مخالفة واضحة لاتفاق جنيف.
ونشرت قناة ليبيا الأحرار الخاصة التي تبث من تركيا فيديو قالت إنه لتدريب الجيش التركي قوة تابعة لميليشيات حكومة الوفاق في إحدى مراكز التدريب العسكري في تركيا، ما يعني صراحة رفض أنقرة العمل باتفاق جنيف الذي يقضى بتجميد مثل هذه التدريبات.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين طرفي الأزمة في ليبيا، لاقى ترحيباً وإشادة إقليمية ودولية واسعة، إذ رحبت به أمريكا وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ومن الجانب العربي مصر والإمارات والسعودية والبحرين وتونس والمغرب والجزائر.
ورغم كل هذا الترحيب قللت تركيا من أهمية الاتفاق وشككت في جدواه ومصداقيته، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن اتفاق جنيف الخاص بوقف إطلاق النار في ليبيا ضعيف المصداقية، في خطوة فسرها مراقبون بأنها تعكس انزعاجا تركيا واضحا من الاتفاق الذي سيسفر عنه خارطة جديدة في ليبيا ستحد من نفوذ تركيا وستتعارض مع مخططات ومصالح تركيا هناك.