تونس ترحب بنتائج محادثات “جنيف” وتؤكد أهمية مشاركة دول الجوار في حل الأزمة الليبية

0
195

احتضنت تونس، اليوم الخميس، أشغال الاجتماع السادس عشر لوزراء خارجية “احوار 5+5 لدول غرب البحر الأبيض المتوسط” الذي انعقد برئاسة مشتركة تونسية مالطية عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد.

وشارك الاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في هذا الحوار وهي تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومالطا والبرتغال، بالإضافة إلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن، والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، والأمين العام لاتحاد المغرب العربي، ورئيسة مؤسسة “أنا ليندا” الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، والرئيس الشرفي للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط.

وتطرق الاجتماع الذي انعقد تحت عنوان “معا من أجل الأمن الجماعي والشراكة في الحوض الغربي للمتوسط” إلى التحديات التي تُواجهها المنطقة في ظل انعكاسات جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والتنموية، إلى جانب تطرقه إلى الأزمات في المنطقة وخاصة الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل والتهديدات المتعلقة بالإرهاب والهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة.

ورحب المشاركون في الاجتماع بدعوة رئيس الجمهورية التونسية إلى احتضان بلاده، للمحادثات السياسية المقبلة بين الأطراف الليبية يوم 09 نوفمبر 2020، تحت رعاية الأمم المتحدة، مُشددين على أهمية إشراك دول الجوار الليبي في جميع الخطوات والمبادرات الجارية من أجل دفع التسوية السياسية في ليبيا، والاستفادة من آلية حوار 5 + 5 للمساهمة في حل الأزمة الليبية وتهدئة الأوضاع في هذا البلد العضو.

وأشار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، في كلمته أن هذا الاجتماع ينعقد في سياق وضع دولي دقيق جراء تداعيات جائحة كورونا العالمية وما فرضته من تحديات اقتصادية واجتماعية على بلدان المنطقة وتأثيراتها المحتملة على الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف وزير الخارجية أن هذا الوضع يولد تحديات غير مسبوقة تستدعي تحركا جماعيا لمواجهتها ورؤية عالمية موحدة وتضامنا دوليا من أجل بناء فضاء متوسطي يسوده الأمن والاستقرار.

وبخصوص تطورات الوضع في ليبيا، جدّد الجرندي التأكيد على موقف تونس الثابت الداعم لحل سياسي شامل ودائم يحفظ سيادة هذا البلد الشقيق ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه، من خلال حوار ليبي-ليبي شامل برعاية الأمم المتحدة وفي معزل عن التدخلات الأجنبية.

وفي هذا الصدد رحبت تونس باتفاق الهدنة الذي أعلنه بالتزامن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، كما رحبت بلادنا بنتائج المباحثات الليبية التي انعقدت أمس في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، وما تمخّض عنها من نتائج من شأنها أن تعيد بناء الثقة بين مختلف الأطراف الليبية لتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

من جهة أخرى، أعربت تونس عن تمسكها بدعم وتعزيز التعاون مع دول الساحل، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف العنيف، وحماية الأطفال والشباب من التطرف، وكذلك تعزيز السلام والأمن في هذه المنطقة.

وحذّرت تونس من استمرار التهديد الإرهابي وتنامي التطرّف العنيف والجريمة المنظمة التي تستهدف وجود الدول وتماسك مجتمعاتها وتعطل المسارات الديمقراطية والتنموية فيها وهو ما يستدعي توخي مزيد من اليقظة وتوحيد الجهود الإقليمية والدولية في الخصوص.

وفي ختام كلمته، شدّد عثمان الجرندي على أن حوار 5 + 5 ، الذي يهدف إلى جعل غرب البحر الأبيض المتوسط منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك، مدعو إلى إتباع نهج جديد للشراكة الأورو- متوسطية يضع التنمية المتضامنة في صميم أولوياته.