كشف فساد دوغة والإخوان وأوقف التحريض.. لماذا اختطفت ميليشيات طرابلس “بعيو”؟

0
321

لا تزال تثير واقعة اختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو من داخل منزله على يد ما تسمى بكتائب ثوار طرابلس، الكثير من علامات الاستفهام حول الشخصيات التي أعطت الأوامر للقيام بهذا العمل، وما هي الأسباب التي دفعت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق لارتكاب هذه الجريمة في وقت لم يمر أكثر من شهرين على تعيين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لبعيو في هذا المنصب.

ووصفت ميليشيا ثوار طرابلس التابعة لحكومة الوفاق عملية اختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو بأنها جاءت وفقا للقانون، ورغم أنها تمت دون صدور أي ضبطية قضائية، تروج الميليشيات أن الواقعة جاءت على خلفية مخالفات إعلامية.

ولكن بالعودة قليلا إلى تصريحات وقرارات بعيو الأخيرة، ستضح الأسباب التي دفعت الميليشيات إلى اختطافه، بعد تهديدات مسجلة للمدعو أيوب بوراس قائد ما يعرف بميليشيا ثوار طرابلس.

وكان على رأس هذه الأسباب التي عجلت من تنفيذ الميليشيات لتهديداتها، تصريحات لبعيو اتهم فيها سليمان دوغة المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان الليبية، بسرقة 35 مليون دينار، المخصصة كميزانية لقناة “الإخبارية” التي وصفها الأول بـ”الوهمية”.

كما خرج بعيو في وقت سابق ليشن هجوما حادا على قادة الميليشيات وجماعة الإخوان في ليبيا، وقال قبل ساعات من اختطافه: “في وقت ازدادت فيه حملات أبواق الإخوان شراسة بعد إحالتي للمدعو سليمان دوغة إلى التحقيق بتهمة تبديد واختلاس 35 مليون دينار، ومحاربتي للفساد في الأجهزة الإعلامية، تلقيت اليوم رسالة تهديد صوتية من الميليشياوي أيوب بوراس آمر كتيبة ثوار طرابلس”.

وتابع بعيو في تغريدة له على موقع التدوينات تويتر:”أعرف أنها معركة وطنية مقدسة بين مشروع الدولة الموعودة المنشودة، وبين واقع الإجرام والإرهاب والفساد، وسأخوضها بشجاعة وشرف، وحتى لو كنت شهيدها وهذا ما أتمناه، لن أتراجع ويقيني بالله يقيني شر أعداء الله، ليبيا بإذن الله ستبقى، والدولة بإذن الله ستقوم وتكون والمجرمون بإذن الله سيُهزمون، وإنّـا بإذن الله لمنتصرون”، بحسب وصفه.

ولم تكن هذه التصريحات السبب الوحيد في اختطاف بعيو، حيث وجه الثلاثاء خطابا إلى وكالة الأنباء الرسمية، أمر فيه بالتوقف نهائيا عن بث ونشر كل ما يتعلق بـ”الحرب الأهلية”، وكل ما يؤجج مشاعر الحقد والكراهية ويرسخ ثقافة الانتقام والثأر ضمن البث العام، وذلك دعما للمسار السياسي الحالي الذي جعل الحوار والمفاوضات بديلا عن القتال والجبهات، وتوّعد مديري القنوات والإذاعات باتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم في حال عدم الالتزام بتوجيهاته.

وعقب هذا القرار ، شنت المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق وقيادات من تنظيم الإخوان وأنصارهم والقنوات الموالية لهم، هجوما شرسا ضدّ بعيو، بعد أن أمر بإزالة شعار “بركان الغضب” من القنوات الرسمية، وطالبت المجلس الرئاسي بعزله من منصبه قبل أن تستخدم نفوذها وتستغل سيطرتها على العاصمة وتقتحم مقر القناة الرسمية الليبية وتجبر العاملين فيها على إرجاع شعار “بركان الغضب”، وتتجه إلى منزل بعيو وتختطفه من وسط عائتله في مشهد أثار غضبا ليبيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.