ملك الإحداثيات.. كيف سلم عمر التربي عائلة القذافي للناتو.. ولماذا؟

0
227

أثارت تسريبات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والتي أفرج عنها الجانب الأمريكي مؤخرا، جدلا واسعا داخل ليبيا وخارجها على خلفية ما كشفته من أدوار كثير من الشخصيات الليبية الفاعلة إبان أحداث فبراير 2011، والتي أدت إلى الفوضى وانعدام الأمن وزيادة التدخل الأجنبي.

كان على رأس هذه الشخصيات، عمر التربي الذي يعرف بمهندس الفوضى في ليبيا، خلال أحداث فبراير التي أدت إلى إسقاط نظام معمر القذافي.

ومن ضمن التسريبات الجديدة لإيميلات هيلاري كلينتون التي أزاحت إدارة ترامب الستار عنها، رسالة بتاريخ 30 أبريل 2011، موجهة من التربي إلى كلينتون، تحدد قائمة من الأهداف الليبية الاستراتيجية من أجل قصفها.

رسالة التربي إلى كلينتون كانت تحت عنوان “قائمة الأهداف”، وهي إحداثيات لبعض المناطق الليبية التي يعتقد أنه يتواجد فيها بعض الشخصيات الهامة التابعة لنظام معمر القذافي، والتي قصفتها بالفعل طائرات حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الأمر الذي أدخل البلاد في مزيد من الفوضى.

وبحسب الرسالة المسربة للتربي فإن أحد المقربين من معمر القذافي قد قُتل أثناء قصف الناتو لمواقع ليبية، حيث تشير التقارير أن المستهدف من قائمة التربي هو نجل القذافي الأصغر سيف العرب.

وتعود جذور التربي لمدينة درنة، حيث ولد ويقدم نفسه على أنه خبير بالعلاقات الليبية الدولية، حاملا الجنسية الأمريكية، وكان يعرف أنه صديق للقذافي، ولكنه تحول قبل سنوات من أحداث فبراير ليصبح دائم الظهور على قناة الجزيرة القطرية يطالب بإسقاط النظام الليبي في ذلك الوقت.

التربي الذي يصفه ليبيون كثر بأنه “خائن”، اشتهر بطرح رؤيته المطالبة بالتدخل الأجنبي في ليبيا لإسقاط القذافي، وبالفعل تم تخصيص مساحات أكبر لظهوره على الجزيرة أثناء فترة إطاحة القذافي، قبل أن يخفت نجمه بعد فبراير، ليعاود اسمه في الظهور مجددا بعد الإفراج عن تسريبات وزيرة الخارجية الأمريكية.

ولم ينفي التربي في لقاءات سابقة اتصالاته الفردية مع بعض الدول الأجنبية التي شاركت حلف الناتو في التدخل بليبيا، حيث أعلن في أكثر من مناسبة أنه أجرى اتصالات مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ومؤسسات أخرى على مستوى عال للمساعدة في إطاحة القذافي.

وقال التربي أمس في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إنه لم يكن الوحيد الذي أجرى اتصالات من هذا النوع خلال أحداث فبراير، وواصل: “لقد قام الجميع وبدون استثناء باتصالات مكثفة مع الناتو ومع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومع عديد من الدول العربية”.

ويصف الكثير من الليبيين التربي بأنه “ناكر الجميل”، على اعتبار أنه كان قريب من نظام معمر القذافي قبل أن يتحول ويغير جلده ويستغل أحداث فبراير ليكون أول من طعنوا النظام في الظهر ويرجع البعض ذلك إلى تلقيه حفنة من الدولارات كانت تقدمها قناة الجزيرة له لإشعال الأحداث في ليبيا.