تساؤلات حول زيارة “إسبر” إلى المغرب العربي.. هل أدركت واشنطن خطورة التدخلات التركية في ليبيا مؤخراً؟

0
263

تطورات متلاحقة تشهدها الأزمة الليبية في ظل اجتماعات وحوارات بهدف الحل السلمي للأزمة، لتتزايد تلك التطورات بجولة مغاربية لوزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، زار خلالها تونس، والجزائر، والمغرب. 

 ‏وكان الهدف الأول لتلك الجولة التصدي للإرهاب في المنطقة، خاصةً في ليبيا، في ظل انتشار المرتزقة السوريين وسيطرة الميليشيات على مدن الغرب الليبي، ليعد خلالها بطرد المرتزقة حتى لو استلزم الأمر وجود قوات أمريكية.

 ‏جولة إسبر، بدأت بتونس الأربعاء الماضي، مروراً بالجزائر، واختتمها الجمعة في المغرب، وقع خلالها مجموعة من اتفاقيات التعاون العسكري مع تلك الدول، تهدف إلى تعزيز التعاون، ومحاربة الجماعات المتشددة، وحفظ الأمن في شمال أفريقيا، خاصةً في ليبيا التي تعاني الغزو التركي عبر مرتزقة الرئيس رجب طيب أردوغان.

 ‏ وباتت رسائل إسبر واضحة، فمن تونس، وقع مارك إسبر مع نظيره التونسي إبراهيم البرتاجي، اتفاقاً للتعاون العسكري مدته عشرة أعوام، مؤكداً أهمية التقارب مع تونس شريكاً لمواجهة تأزم الوضع في ليبيا وتعزيز التعاون ضدّ التنظيمات الإرهابية.

 ‏وتناولت زيارة المسؤول الأمريكي التهديدات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة على هذا تونس، في ظل استمرار التهديد الأمني بالحد الشرقي لتونس، حيث تسيطر ميليشيات حكومة الوفاق، وهو ذات الأمر في الجزائر، وذلك خلال لقاءه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة.

 ‏وركز لقاء إسبر وتبون على ملف الأمن في شمال إفريقيا ودول الساحل، وما تمثله التهديدات الأمنية في ليبيا للمنطقة ككل، وهو ما تناولته زيارته للمملكة المغربية.

 ‏الاهتمام الأمريكي لمنطقة شمال أفريقيا، بدا واضحاً في زيارة إسبر، وأكد النوايا الأمريكية على ضرورة فرض الاستقرار في ليبيا، باعتبار ذلك محوراً استراتيجياً هاماً في المنطقة ككل، مع زيادة انتشار الجماعات المتشددة في ليبيا، ومنطقة الساحل”.

 ‏ومع كافة المسؤولين الذين التقاهم إسبر، كان الملف الليبي حاضراً على طاولة المفاوضات، لكون الإدارة الأمريكية منزعجة من التدخل التركي في ليبيا، بإرسالها مرتزقة سوريين وتقديم معدات عسكرية متطورة لصالح حليفها حكومة الوفاق، نظير الحصول على امتيازات وثروات الليبيين أنفسهم.

 ‏ويؤكد الانزعاج الأمريكي، ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة، حيث طالب الدول المتدخلة في ليبيا، إلى التراجع والسماح لليبيين بحل أزمتهم بأنفسهم، مضيفاً أن بلاده دأبت منذ سنوات على المطالبة بحل بواسطة الأمم المتحدة لخلق وضع على الأرض يسمح للشعب الليبي بمواجهة كل تحدٍ.

 ‏ويرى مراقبون وجود تطور كبير في تعامل الإدارة الأمريكية مع الأزمة الليبية، حيث خرج الأمر من كونه تصريحات ودعوات للحوار إلى تحركات على الأرض بزيارة أحد كبار مسؤوليها إلى الدول المغاربية، لكونها باتت تدرك خطورة التدخلات التركية في ليبيا، وتحولها لوكر كبير للإرهابيين ومعبراً للسلاح والمرتزقة نحو أوروبا من جهة.

 ‏بالإضافة أيضاً إلى إدراك أهمية الجهود المصرية في حل الأزمة الليبية سلمياً، بداية من إعلان القاهرة مروراً باجتماعات الغردقة حول توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وهو ما أكده مسؤولون أمريكيون، أخرهم السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، أثناء زيارته إلى مصر، وتأكيده على ضرورة خروج المرتزقة من ليبيا وتعزيز الحل السلمي للأزمة.