شهدت ليبيا على مدار السنوات الأخيرة، تدخلات من قوى خارجية، دون أن يعرف أحد السبب الرئيسي وراء ذلك التدخل، عدا تركيا التي كانت أسباب تدخلها واضحة للعلن، الطمع في ثروات ليبيا ومقدرات شعبها، مُستخدمة في ذلك حكومة الوفاق ورجالها المخلصين في الغرب الليبي ليسهلوا لها مهامها.
أما عن باقي القوى التي تبدو في ظاهرها ساعية لحل الأزمة الليبية والوصول لاتفاق، لا يعرف أحد نواياها الحقيقية، إلا أن إيطاليا التي تلعب على كل الأوجه، توافقت مصالحها مع الأتراك، فلم يرغب الطليان أن تحصل تركيا على خيرات ليبيا وحدها، فأرادت أن تتقاسم معها ما أحرزته في ليبيا مقابل الحصول على دعم خفي.
وكشفت تقارير إيطالية، عن أن هدف التواصل الهاتفي بين رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو إدارة التداخل المعقد للمصالح في المنطقة الجيوسياسية للبحر الأبيض المتوسط، وأن روما وأنقرة تتحركان على جبهة معقدة، فمن ناحية على ساحل شمال إفريقيا هناك ليبيا، ومن ناحية أخرى إلى الشرق هناك الملف الجيوسياسي لشرق المتوسط.
وأوضح التقارير، أن تركيا تعتزم في الملفين، تحويل بُعد التدخل إلى مجال نفوذ دائم، حيث لا يمكنها أن تفعل غير ذلك في شرق المتوسط، فيما ترغب في القيام بذلك في ليبيا من خلال الرجوع إلى وجهة نظر أخرى في وسط الحوض بإقامة قواعد عسكرية.
كما كشفت التقارير، على أن روما لديها مصالح في الملفين، فليبيا تعد الدولة المجاورة ولا يمكن إدارتها في هذه المرحلة دون الحفاظ على علاقات جيدة مع أنقرة، فيما تعتبر شرق المتوسط نقطة حرجة تتمتع فيها الشركات الإيطالية مثل إيني بأكثر من وجود متجذر وبالتالي يجب حمايتها.
