لا سيادة للوفاق.. تحركات تركية تهدد وقف إطلاق النار في ليبيا

0
217
رجب أردوغان وفايز السراج - تدريبات تركية
رجب أردوغان وفايز السراج - تدريبات تركية

في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية وإتمام وقف إطلاق النار، تعكف تركيا على تعقيد المشهد بتحركات عسكرية قبالة الشواطئ الليبية، على الرغم من تحذيرات قوى إقليمية والجيش الليبي.

وتهدد تلك التحركات بنسف جهود التسوية التي لقيت دعماً وترحيباً دوليين منذ الإعلان عنها، حيث تأتي في وقت توصلت فيه الأطراف الليبية إلى تفاهمات مهمة، حسب تصريحات لممثليها في الحوارات الناشطة في المغرب وسويسرا ومصر.

وتأتي التحركات التركية أيضاً بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة عن اتخاذ خطوات فاعلة لدعم هذا التقدم في المسار السياسي، وكشفها عن اقتراب الاتفاق على اسم جديد لرئاسة بعثتها في ليبيا ووضع اللمسات النهائية لاستئناف الحوار الليبي الذي ترعاه على مسارات ثلاثة.

أمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن إجراء تدريب على البحث والإنقاذ قبالة السواحل الليبية، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول الهدف من العملية ودلالة التوقيت الذي اختير لها.

وقالت الوزارة التركية، في بيان، إنها أجرت التدريبات بواسطة فرقاطة تي سي جي غمليك، ومروحية كانت على متنها، في إطار فعاليات مجموعة المهمات البحرية التركية.

تقول صحيفة إندبندنت عربية، إن تلك التحركات تأتي في وقت يشهد فيه البحر الأبيض المتوسط توتراً شديداً، بسبب خلافات حول الحدود المائية بين تركيا وعدد من دول في الاتحاد الأوروبي في مقدمها فرنسا واليونان وقبرص، إضافة إلى الخلافات في شأن الملف الليبي والتداخل التركي العسكري والسياسي في الجارة الجنوبية لأوروبا.

وأشارت الصحيفة إلى تصعيد أوروبي ضد تركيا، في ظل إصرار أنقرة على المضي في مشاريعها في ليبيا والبحر المتوسط، والتي تشكل تهديداً مباشراً لمصالح القارة العجوز، أخرها تهديد باريس وروما بالمواجهة العسكرية إذا ما رفضت تركيا التوقف عن تهديد مصالحها.

واعتبر وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، أن التواجد التركي في ليبيا هو نتيجة دعمها العسكري لحكومة الوفاق، مضيفاً أن بلاده لم ترغب في التدخل العسكري في ليبيا تماشياً مع دستورها وقيمها، أما من الآن فصاعداً، فيتعين على روما التعامل مع الوجود التركي المتزايد في ليبيا بشكل آخر.

وبحسب الصحيفة، علق مدير التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، على التصعيد التركي، بأن الرئيس التركي، رجب أردوغان، يحاول إثبات أنه موجود ومازال قادراً على الفعل في ليبيا، وذلك عكس الحقيقة، مضيفاً أن خيارات تركيا في ليبيا باتت محصورة ومحدودة، وألاعيب أنقرة على كل الخطوط الدولية، أصبحت مكشوفة للجميع.

وأكد المحجوب على أن الجيش الليبي ملتزم بوقف إطلاق النار، وفق إعلان القاهرة، لكنه جاهز للرد على أي انتهاكات أو مساس بالأمن القومي الليبي.

ونقلت الصحيفة تصريحات للكاتب الصحفي علام الفلاح، حول دلالات التحركات التركية في هذا التوقيت، قائلاً إنها تؤكد مرة أخرى أن الأطراف الليبية هي الحلقة الأضعف في سياق الأزمة، أمام حلفائها وخصومها من الخارج، المتداخلين منذ سنوات في الملف الليبي.

ويرى الكاتب الصحفي، أن التحركات التركية تؤكد أن حليفها في طرابلس ليس له سلطة على قراره، ولا سيادة ليفاوض، ففيما يجلس إلى الطاولة للتفاوض تقوم أنقرة بما يخالف جهود التسوية وينسفها، مشيراً إلى أن التصعيد التركي يندرج في إطار إدارة الصراع ومعادلة التوازنات في البحر الأبيض، ويأتي بتوجيه أميركي وضمن الخطط الإستراتيجية لواشنطن، في شأن هذا الصراع، عبر وكيلها في المنطقة أردوغان.

وتدرك أوروبا، أن حلف الناتو بات يخدم أغراض واشنطن فقط ويشكل تهديداً لمصالحها وأمن دولها، لذا تعمل أوروبا على توحيد جهودها ورص صفها لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، وفق الفلاح.