لماذا تصر تركيا على إرسال الأسلحة إلى ليبيا؟

0
245

بات الخرق التركي لقرار حظر الأسلحة المفروض على ليبيا جلياً للجميع، وباعتراف أوروبي وأمريكي، فمؤخراً حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من تداعيات ذلك.

وفي وقت تشهد فيه الساحة الليبية وقفاً لإطلاق النار، منذ أكثر من شهرين، لم تتوقف أنقرة عن الدفع بعشرات الشحنات العسكرية إلى ليبيا، لصالح ميليشيات الوفاق، ناهيك عن مئات المرتزقة السوريين.

ولم يقتصر الخرق للقرار الأممي بحظر توريد السلاح فقط، بل خرقت تركيا المجالات الجوية لدول عدة، مستغلة المساعدات الإنسانية لأخذ الإذن بالعبور، لكن طائراتها تحمل في باطنها شحنات عسكرية متطورة لتدعيم التطرف والإرهاب.

وتكرر الخرق التركي للمجالات الجوية على مدار الأشهر الماضية، خاصة مع ارتفاع وتيرة تسليحها للميليشيات والمرتزقة في ليبيا، وخلال مايو الماضي، استغلت تركيا الطائرات الناقلة للمساعدات الطبية، لنقل أسلحة إلى الدول التي تتدخل فيها عسكريا، لدعم ميليشياتها هناك.

وفي مايو، كشف تقرير لصحيفة ديلي مافريك الجنوب إفريقية، وصول 6 ست طائرات عسكرية تركية، سافرت من أنقرة إلى العاصمة كيب تاون تحمل شحنة متواضعة من الإمدادات الطبية على متن طائرة واحدة، فيما وصلت البقية فارغة.

تقول الصحيفة: بينما وصلت أغلب الطائرات إلى جنوب إفريقيا فارغة، عادت بعد ذلك الطائرات الست محملة بالمعدات العسكرية التي تم شراؤها من الشركة المنتجة للذخيرة راينميتال دينل مونيتيون (RDM).

وفتحت هذه الخطوة نيران المجتمع الدولي على تركيا، حيث استغلت أنقرة حالة الفزع التي يعيشها العالم، لتسليح ميليشياتها في سوريا وليبيا وإيصال الإمدادات العسكرية للمقاتلين الموالين لها في مناطق تدخلها بعد أن تقطعت بهم الأسباب.

وأكد ذات المصدر أن الطائرات التركية التي حلقت نحو جنوب إفريقيا بحجة تقديم المساعدات الطبية لم تكن تحمل سوى مستلزمات طبية قليلة وبعضها حطت فارغة لتعود بمعدات عسكرية، في خطوة تشير إلى انتهاك تركيا لوائح الحظر المحلية التي تسمح فقط بنقل إمدادات الغذاء والدواء.

وكشفت تقارير إعلامية أن كثيرا من الطائرات التركية تسافر محملة بالأسلحة لعدة دول أو تذهب فارغة لتعود محملة بمعدات عسكرية من دول أخرى.

ورجح مراقبون، أن تكون الطائرات الـ 6 قد عادت إلى ليبيا محملة بالأسلحة التي اشترتها تركيا، والجزء منها إلى سوريا، وهو ما سينتهي بنتائج مدمرة على الأراضي التي تشهد نزاعا داميا منذ سنوات.

وشهد الشهر الماضي، وصول أكثر من 6 طائرات شحن عسكرية تركية إلى ليبيا، محملة بأسلحة ومرتزقة وضباط، مخترقة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، كذلك خرق المجالات الجوية للدول، بما يعزز المخططات التركية في المنطقة، ناهيك عن الرحلات الدورية منذ بدء التدخل التركي في ليبيا من يناير الماضي.