تحدث عن نقله الدواعش.. دبلوماسي أمريكي متقاعد: أردوغان خلق أزمة في ليبيا لأغراض خاصة

0
192

علق الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد والأكاديمي الخبير في الشأن التركي إدوارد ستافورد على تحركات الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان في ليبيا، وأهداف تدخّله العسكريّ في البلاد لدعم حكومة الوفاق.

وفي حوار مع برنامج “USL” الذي يُبثُّ على قناة “NEWS 218″، امدغ ستافورد أن تدخل أردوغان في ليبيا هو لخلق حالة أزمةٍ، مشيرا أنه فعل ذلك كثيرا ولديه القدرة على الاستفادة من ذلك بقدر ما يمكنه الإفلات من العواقب، ثم في كثير من الأحيان يقوم بالتراجع قليلًا، مضيفًا أنه يتدخّل في ليبيا لأغراضه الخاصّة.

وأضاف أنّ أردوغان سيدعم عملية الأمم المتحدة ويدعم حظر الأسلحة على ليبيا طالما اعتقدَ أنّ ذلك يصبُّ في مصلحته، مؤكدا ان إصراره على أن لتركيا حقوقًا بارزةً في شرق البحر المتوسّط هو سبب ساحلها المتوسطي، مؤكّدًا ضرورة عدم تجاهل ما تقوم به تركيا في المنطقة والتعامل معها وكبحها.

وذكر ستافورد تعليقاً على علاقة تركيا مع حلف شمال الأطلسي “ناتو”، أنّ أردوغان منذ توليه منصب رئيس الوزراء في 2003 سعى لنقل تركيا لتكون عضوًا صعبًا في حلف الناتو، ويعوّل على أنّ الكثيرين من دول الناتو يدركون أنّ بقاء تركيا في الحلف أمر مفيد، فيما يتفّهم الأمين العام للحلف أنّ المشكلة ليست في تركيا في حدّ ذاتها، بل في طموحات أردوغان الشخصية.

وعن الحل السياسي في ليبيا، أوضح الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد إدوارد ستافورد أنه في حال اتّفق الفرقاء في ليبيا على إلغاء الاتفاقية البحرية مع تركيا، سيجد أردوغان طريقةً ما لإفشال الاتفاق، لافتًا إلى وجود أتراك في ليبيا يمارسون قدرًا كبيرًا من التأثير على الحكومة الليبية.

وأضاف: “من غير المرجّح أن تلعب تركيا دورًا إيجابيًا في المفاوضات بين الليبيين، وستلعب دورًا سلبيًا أو مخرّبا”، متابعا أنّ وضع ليبيا معقّد بشكل لا يُصدّقُ مع وجود أعضاء في الاتحاد الأوروبي على طرفي نقيض حيال القضية.

وتحدث ستافورد عن علاقة أردوغان بالإسلاميين، وشدّد على أنّ مرتزقة أردوغان والدواعش الذين يرسلهم إلى ليبيا مصدرُ قلقٍ كبير، موضحًا أنّ أردوغان لا يريد متشدّدين إسلاميين على حدوده، فأرسلهم إلى ليبيا، لافتا إلى أنّ استراتيجية أردوغان بعيدة المدى هي إعادة الإسلام إلى الحياة السياسية التركية، وإلغاء مبدأ فصل الدين عن الدولة.

وتابع: ” إحدى نواياه (أردوغان) إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية وأيضًا هو يعتقد أنّ الإمبراطورية العثمانية كانت وسيلةً لنشر الإسلام، إمّا عن طريق الإقناع أو الفتح”.

وقال إدوارد ستافورد إنّ أردوغان يقدّم نفسه كنوع من زعيمٍ للمسلمين وليس لتركيا فقط، وتقوم استراتيجيته على خلق الأزمات لتبدو تركيا وكأنّها المدافع البارز عن حقوق وامتيازات المسلمين في جميع أنحاء العالم، موضّحًا أنّ الإخوان المسلمين بالنسبة لأردوغان ليست منظّمة سيئة، وأنه كان سعيدًا جدًا عندما تولّى مرسي السلطة في مصر وهو غير سعيد بتولّي السيسي الحكم.

وعن دور أمريكا في ليبيا تحدت أنّ تحرّك السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند غير كافٍ والوضع الليبي يحتاج إلى تحرّك أمريكي أكبر، لكنّ المشكلة أنّ كثيرون في الولايات المتحدة يرون أنّ ليبيا هي مشكلة الاتحاد الأوروبي وهو من يحلُّ هذه القضية.

وحول دور الأمم المتحدة في ليبيا، بيّن إدوارد ستافورد أنّ المنظّمة تعترفُ بطرفٍ ليبي واحدٍ، لكنّها تحاول بالفعل أن تكون وسيطًا نزيهًا بين الفصائل، مؤكّدا أنّ الأمل الحقيقي لليبيا أن يكون لدينا وسيط نزيه، معربًا عن أمله في أن يصمُدَ وقف إطلاق النار ويؤدّي إلى بعض المفاوضات الهادفة.

وشدّد على ضرورة أن تستخدم الولايات المتحدة مساعيها الحميدة لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصّل إلى تسوية ما في ليبيا، قائلًا: “لن تكون هناك فرصة لزيادة الدعم الأميركي لجهود الأمم المتحدة إلّا بعد انقضاء الانتخابات”

وأكد أنه لا يكفي أن تكون القوة العظمى طرفًا محايدًا في الصراع الليبي. متابعا : “ليبيا أقرب لكونها مشكلة أوروبية، لكنّها بالتأكيد مشكلة أمريكية أيضًا، ويجب أن تشعر الولايات المتّحدة بالقلق من تأثير مشكلة ليبيا على المنطقة ككلّ، فالدورُ المفيد الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتّحدة هو جعلُ الأوروبيين يتّفقون على سياسة موحّدة تجاه القضية الليبية”.