قال الباحث البارز في مركز الدراسات العربية والإسلامية وفي معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس دولغوف، إن ميزان القوى في ليبيا يتغير بين الحين والآخر، حيث أعلنت حكومة الوفاق مؤخراً وقف إطلاق النار وتراجعها عن الهجوم على سرت.
وأوضح الباحث الروسي، في حديث لمراسل وكالة “الأنباء الفيدرالية” الروسية، أن سبب تغير خطط حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة، هو الدعم المصري لقوات الجيش الليبي الذي أعلن هجوماً انتقامياً على حكومة الوفاق، وفق قوله.
وتابع الباحث الأكاديمي: “من الضروري القول إن ميليشيات الوفاق، وبدعم من تركيا، خططت للسيطرة على سرت، وبشكل عام، كانت هذه العملية في وضع الاستعداد، ولكن الجدير بالذكر أن مصر تصرفت في هذا الأمر بقسوة شديدة، حيث حذرت القاهرة بشكل شديد من أن مصر ستتدخل في حال السيطرة على سرت، وهي تعتبر الاستيلاء على سرت خطاً أحمر، لا ينبغي أن تتخطاه الميليشيات، وعلى الرغم من الدعم التركي النشط، إلا أن السراج لم يجرؤ على الاستيلاء على سرت”.
وأشار إلى أن مؤيدي “مبادرة القاهرة” الذين دعموا قرار وقف إطلاق النار أثروا على قرار السراج، في حين ساهم دعم الجيش الليبي من اليونان وفرنسا وقوى أخرى في انسحاب قوات الوفاق، خصوصاً عندما قامت القوات البحرية الفرنسية واليونانية بمناورات مشتركة في المياه الليبية.
ويرى دولغوف، أنه على الرغم من أن الأطراف المتحاربة في ليبيا، قررت الجلوس على طاولة المفاوضات، إلا أن الأزمة الليبية لم تنتهِ بعد.
واستطرد: “اسمحوا لي أن أذكركم بأن الهدنة بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق وُقعت عدة مرات وانتهكت عدة مرات. الهدنة هي أفضل طريقة لبدء نوع من الحوار والمفاوضات، أي لحل النزاع سياسيًا، لكن لم ينجح هذا في ليبيا حتى الآن، وأرى أن هناك فرصة ضئيلة للحوار أو للعملية السياسية”.
ولفت الباحث إلى أن من بين أسباب إلغاء الهجوم على سرت، هو انتشار فيروس كورونا في ليبيا و”المسؤولية السياسية”، وأن الحقيقة وراء انتشار فيروس كورونا كان بسبب دخول المسلحين عن طريق تركيا التي تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد المصابين في العالم.