أعلن رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق فايز السراج، الجمعة الماضية، عن مبادرة لوفق إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في كافة أنحاء ليبيا، وإجراء انتخابات في مارس المقبل.
رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، بدوره أعلن أيضاً عن وقف إطلاق النار واستئناف انتاج النفط، مع المطالبة بحل الميليشيات المسلحة لحكومة الوفاق.
الإعلانين رغم ما بهما من خطوط عريضة ولا تحمل أي تفاصيل، إلا أنهما وجدا ترحيباً محلياً وعالمياً، لكن الواقع الأرض يخبر بأنباء عكس ذلك، وبدأت الشكوك تنتاب البعض حول المقدرة الحقيقية على ترجمة الإعلانين إلى واقع حقيقي.
تجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حالة التوافق بين الأطراف الليبية المتمثلة في وقف إطلاق النار، واستمر في تجنيد المرتزقة تمهيداً لإرسالهم إلى ليبيا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دفعة جديدة من المرتزقة وصلت إلى تركيا بهدف تدريبهم في معسكرات هناك، وذلك بعد تجنيدهم من حلب وإدلب في سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن مبادرة السراج “تغطية على نوايا العدو”، ومخطط دولي كبير من التنظيمات المتطرفة، وليس وقفاً لإطلاق النار، محذراً من أي تحرك للميليشيات باتجاه مدينة سرت.
وشدد المسماري، في مؤتمر استثنائي، أمس الأحد من بنغازي، على أن الجيش الليبي في وضع قتالي وجاهزون للدفاع عن سرت بالقوة الصارمة، موضحاً أن تأخر القيادة العامة في بيان الرد على بيانات وقف إطلاق النار، جاء لمتابعة الأحداث على الأرض.
وكشف عن رصد سفن وفرقاطات حربية تركية تتوجه نحو مدينة سرت في وضع قتالي مدعمة بأجهزة تشويش بهدف الهجوم على القوات قرب سرت.
من جهة أخرى انطلقت عدد من التظاهرات ضد حكومة الوفاق، أمس الأحد، في مناطق مختلفة من مدينة طرابلس، للمطالبة بمحاربة الفساد وتردى الأوضاع المعيشية، وتحميل حكومة “السراج” مسؤولية عدم توفير الاحتياجات الأساسية كالمياه والكهرباء والرواتب.
وقامت عناصر من المليشيات التابعة لوزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا، بإطلاق الرصاص على جموع المتظاهرين، أثناء توجههم نحو ميدان الشهداء قادمين من محيط مقر رئاسة “السراج”
كما قامت ميليشيا “الصمود” بقيادة صلاح بادى، باقتحام مدينة الأصابعة، وبدأت حملة اعتقالات واسعة لشباب المدينة، وإغلاق قسرى للمنازل والصيدليات والمحلات التجارية، بأوامر من وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء التطورات الجارية في مدينة الأصابعة والمناطق المجاورة لها.
وقالت البعثة عبر صفحتها بموقع “فيسبوك” إن هناك تقارير عن مقتل مدني وعدد من الاعتقالات التعسفية والاحتجاز وكذلك الإغلاق القسري الواضح على المدينة في وقت يعاني فيه السكان المدنيون من ضغوط حقيقية.
ودعت البعثة إلى وقف التصعيد على الفور وأن يحترم جميع المعنيين التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك السماح بحرية الحركة الكاملة والوصول الفوري إلى المرافق الصحية.