انطلقت اليوم الأحد في طرابلس الجلسة الافتتاحية للحوار المهيكل تحت إشراف الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، بحضور 124 مشاركاً يمثلون مختلف شرائح المجتمع الليبي، بينهم 81 رجلاً و43 امرأة و13 شاباً، إضافة إلى ممثلين عن المكونات الثقافية واللغوية وذوي الإعاقة.
وفي كلمتها، رحبت تيتيه بالمشاركين، مؤكدة أهمية انعقاد الحوار داخل ليبيا، مشددة على أن العملية تهدف إلى إيصال صوت الشعب الليبي والمساهمة في صياغة برنامج العمل الوطني ومستقبل البلاد. وأوضحت أن الحوار المهيكل يأتي استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2796 لسنة 2025، ويعد ركناً أساسياً في خارطة الطريق التي تُيسّرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي أعلنتها للشعب الليبي ومجلس الأمن في أغسطس الماضي.
وقالت تيتيه إن المشاركين تم اختيارهم عبر عملية دقيقة شملت ترشيحات من البلديات والأحزاب السياسية والجامعات والمؤسسات الفنية والأمنية والثقافية، إضافة إلى الترشيحات الطوعية من أكثر من ألف ليبي مهتم بالحوار. وأشارت إلى أن النساء يمثلن 35 بالمائة من المشاركين، مؤكدة أهمية إشراك الشباب وذوي الإعاقة لضمان تمثيل أوسع للأصوات المختلفة في المجتمع الليبي.
وأكدت تيتيه أن الحوار المهيكل يهدف إلى توفير منصة آمنة لمختلف شرائح المجتمع للتعبير عن آرائهم حول الحوكمة والاقتصاد والأمن والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان، وأن النتائج تعتمد على المشاركين أنفسهم، سواء داخل القاعة أو عبر القنوات الرقمية التي ستعلن لاحقاً.
وأوضحت أن الحوار سيُقسم إلى أربعة محاور رئيسية: الحوكمة، الاقتصاد، الأمن، والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان، على أن تُعقد جلساته على مدار فترة تتراوح بين أربعة وستة أشهر بدءاً من يناير 2026. ويهدف الحوار إلى تقديم توصيات ملموسة لمعالجة القضايا العاجلة، فضلاً عن مقترحات سياسية وتشريعية لمعالجة دوافع النزاع طويلة الأمد وصياغة رؤية وطنية موحدة ترسم مسار الاستقرار.
وأضافت تيتيه أن البعثة أنشأت منصة رقمية للشباب لتسهيل مشاركتهم في الحوار وإثراء النقاش، إضافة إلى تجمع نسائي لإتاحة مساحة للنساء للتشاور وتقديم توصيات حول المحاور الأربعة، مؤكدة استمرار التشاور مع ذوي الإعاقة لضمان دمج أولوياتهم ضمن الحوار.
وأشارت الممثلة الخاصة إلى أن البعثة أجرت استطلاعات رأي وجلسات حوار رقمية للاستماع لآراء الليبيين حول ما يودون أن تتناوله العملية، وأن النتائج ستعرض على المشاركين لاحقاً لتعزيز النقاشات وضمان شمولية العملية.
وتابعت تيتيه بالقول إن مجلس الأمن أكد في قراراته المتعاقبة دعم عملية يقودها الليبيون أنفسهم وتمسكهم بزمامها، مؤكدة أن الحوار المهيكل عنصر محوري في جهود البعثة لتهيئة الظروف لانتخابات موثوقة وتوحيد المؤسسات وتعزيز المصالحة الوطنية.
وأوضحت أن الهدف النهائي هو تعزيز الحكم الرشيد، وحماية مصالح جميع المواطنين والمقيمين، وضمان استقرار ليبيا داخلياً وإقليمياً، مشددة على أن المشاركة الجماعية وتوحيد الصفوف يمثلان أساساً لرسم مستقبل البلاد.
واختتمت تيتيه كلمتها بالتأكيد على أهمية سلامة المشاركين وأمنهم، مشيرة إلى مدونة قواعد السلوك التي تضمن بيئة آمنة للنقاش البناء، وشكرت المشاركين على التزامهم ورغبتهم في الإسهام في هذا الجهد الوطني. كما أشادت بحضور السفراء وممثلي دول لجنة المتابعة الدولية، مؤكدة دعم المجتمع الدولي الكامل للعملية.
- الدبيبة يتابع أداء مؤسسة النفط الليبية ويشدد على تطوير الحوكمة والرقابة

- المبعوثة الأممية: “الحوار المهيكل” عملية ليبية شاملة تمتد لـ6 أشهر وتمهد لبيئة انتخابية

- أردوغان يطلب من البرلمان تمديد مهام القوات التركية في ليبيا لعامين إضافيين

- هجوم مسلح يستهدف مقر هيئة مكافحة الفساد في طرابلس

- ليبيا تتولى منصب نائب رئيس مكتب جمعية الأمم المتحدة للبيئة للدورة الـ8





