تدفق اللاجئين في ليبيا يزداد.. 100 ألف لاجئ رسمياً وتحديات إنسانية متفاقمة

0
128
المنظمة الدولية للهجرة

تشهد ليبيا وجود أكثر من 100 ألف لاجئ حتى أكتوبر الماضي، بحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في وقت تتزايد فيه موجات النزوح من دول الجوار بسبب الصراعات الداخلية وتدهور الأوضاع الإنسانية.

ويشكل السودانيون النسبة الأكبر من اللاجئين المسجلين في البلاد بعدد يقدر بـ84.42 ألف شخص، يليهم الإريتريون بـ8.89 ألف، ثم الإثيوبيون بـ2.3 ألف، وجنوب السودان بـ1.93 ألف، إضافة إلى نحو 5.3 آلاف لاجئ من سوريا.

وتشير التقديرات إلى أن الأعداد الحقيقية تفوق ما هو مسجل رسمياً، نتيجة اقتصار نشاط المنظمات الدولية على مناطق محددة في غرب ليبيا، ما يجعل آلاف اللاجئين في الجنوب والشرق خارج نطاق الإحصاءات الدقيقة. 

ويعزى ارتفاع أعداد السودانيين تحديداً إلى الحرب الدائرة في بلادهم وما خلفته من نزوح واسع، بينما يهرب الإريتريون من الخدمة العسكرية الإلزامية الطويلة، ليقع كثير منهم ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر التي تنشط على طرق الصحراء المؤدية إلى ليبيا.

وتُعدّ ليبيا محطة العبور الرئيسية للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، إذ تمثل مناطقها الشمالية آخر نقاط الانطلاق من القارة الأفريقية.

وتقول تقارير، إن المهاجرين يدفعون مئات الدولارات مقابل نقلهم في شاحنات بدائية عبر الصحراء، قبل أن يصعدوا إلى قوارب مطاطية مكتظة في اتجاه إيطاليا أو اليونان، ما يزيد من احتمالات الغرق أو الوقوع في أيدي المتاجرين بالبشر.

وخلال الأشهر الأخيرة، ارتفعت أعداد المهاجرين الذين يخاطرون بعبور الحدود بشكل ملحوظ، خاصة بين شرق ليبيا واليونان، حيث تضاعف العدد أكثر من ثلاث مرات خلال عام واحد، ويُعدّ الإريتريون من أكثر الفئات استعداداً للمخاطرة، وأصبحوا ثاني أكبر جنسية تصل إلى إيطاليا بعد البنغاليين.

في المقابل، تتواصل الانتقادات الموجهة إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا من قبل منظمات حقوقية، متهمةً إياه باستخدام العنف وسوء المعاملة ضد المهاجرين في بعض مراكز الاحتجاز. بينما ترد السلطات بأن هذه الاتهامات “تفتقر إلى الأدلة” وتؤكد التزامها بالقوانين المحلية والمعايير الدولية.

وتبرز الحاجة، وفق المراقبين، إلى تنسيق أوسع بين السلطات الليبية والمنظمات الأممية، من أجل تحسين ظروف اللاجئين وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، خصوصاً مع تزايد أعداد السودانيين الفارين من الحرب، واستمرار تدفق المهاجرين من القرن الأفريقي باتجاه الأراضي الليبية.